الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

السرطان Cancer

مقدمة
من المعروف أن السرطان مرض خطير يهابه كل الناس، وله أنواع تصيب كل أجزاء الجسم. وكلمة " سرطان Cancer" كلمة مخيفة يخشى عواقبها الناس أكثر من خشيتهم أى مرض آخر. والسرطان ببساطة هو جنون خلوى يصيب بعض الخلايا لأسباب متعددة، يؤدى إلى فقد أنويتها السيطرة على عملياتها الحيوية ولاسيما عملية الانقسام، فتنقسم انقسامات متتالية ( غير هادفة) إلى خلايا متراكمة فى مجموعة أو على هيئة مستعمرة مسببة تورم النسيج الذى توجد فيه. ويتباين نمو سرطانات الأنسجة المختلفة.

انواع السرطان
هناك أنواع متعددة للسرطان يتباين انتشارها بتباين الأفراد والمجتمعات. ويوجد الورم السرطانى الخبيث Malignant Tumor الذى ينتشر عبر الجسم ، والورم الحميد Benigr Tumor الذى لا ينتشر.







وترتيب أنواع السرطان المنتشر فى أمريكا، هو: سرطان الثدى، يليه سرطان عنق الرحم.




وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن النساء اللاتى يعملن عمليات تجميل الثدى مهددات بهذا السرطان لتسرب مادة السيليكون الهلامية فى الجسم، أما النوع الآخر الأكثر انتشارا فهو سرطان عنق الرحم. وهذا السرطان يحدث لتعدد ماء الرجال فى رحم واحد، ولاسيما لدى محترفات البغاء فى سن الأربعين، ولذلك فهو ينتشر بينهن، نظرا لانهيار أخلاقهن وبعدهن عن العفة. وهذا النوع من السرطان يكاد يكون منعدما فى الدول الإسلامية.


ويحتل السرطان المركز الثانى فى قائمة مسببات الوفاة فى الولايات المتحدة، والسيطرة علية أمل جميع الناس. وتوحى النظرة السطحية بأن القضاء على السرطان مشكلة علمية وطبية، ولكن الفحص الدقيق بين أن كثرة الإصابات بالسرطان تساهم فيه عوامل، منها: سلوكية و اقتصادية و اجتماعية و سياسية.

أسباب الإصابة به
ويعد تعرض الشخص للكيماويات والإشعاعات والفيروسات، أو لعيوب وراثية جينية، من الأسباب المؤدية للاصابة بالسرطان. ولقد عرفت الكيماويات كأحد أسباب السرطان منذ قرنين من الزمن، فسرطان كيس الخصية مثلا عُرف على أنه مرض مهنى يصيب عمال تنظيف المداخن فى بريطانيا، وعرف العامل المسبب له( فيما بعد) بأنه من محتويات القار الموجود في دخان تلك المداخن.

وتتسبب الإشعاعات النووية المؤينة فى الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا)، كما تسبب الأشعة الكونية فوق البنفسجية الإصابة بسرطان الجلد لدى الذين يتعرضون باستمرار لأشعة الشمس الملتهبة.

وتوجد دلائل تجريبية على وجود علاقة إيجابية بين بعض الإصابات الفيروسية وبين الإصابة بالسرطان.
وما زالت هناك أسباب غير معلومة تكمن خلف الإصابة بالسرطان وسوف تؤدى معرفتها إلى خفض نسب الإصابة بالمرض بدرجة كبيرة.

الوقاية من الاصابة به
فالوقاية من السرطان أمل منشود من الوجهة النظرية، لأن الأسباب الحقيقية للسرطان أصبحت معروفة. ولكن هناك ـ من الناحية العملية ـ صعوبات ضخمة تحول دون تحقيق هذا الأمل.
إن لدينا معرفة كبيرة بأسباب سرطانات معينة، تنشأ فى ظروف خاصة، ولكن الأسباب الحقيقية لسرطانات كثيرة أخرى ما زالت غير معلومة بعد، وقد نصفها أحيانا بأنها تلقائية. ولكننا نستطيع أن ننقب فى الأسباب المعروفة، لنستنتج الأسباب المحتملة للسرطانات التلقائية.
إننا نواجه عقبات خطرة من جراء انتشار الكيماويات المسببة للسرطان، وتكمن المشكلة فى أنها أصبحت منتشرة بنوعيات ونسب كبيرة فى بيئتنا. ففى كل عام تُبتكر وتنتج آلاف الكيماويات الجديدة لأغراض مختلفة. وقد يسبب جزء كبير منها الإصابة بالسرطان. ونظرا لمحدودية بدائل الاختيار، فإن كثيراً منها تصل إلى الأسواق، وبعد مضى سنوات قد تسحب منها مرة أخرى، عندما يتبين أنها تعرض الناس للسرطان، وقد لا تسحب ويستمر تداولها.
وتعد مادة "أسيتيامينوفلورين" من أبرز أمثلة المواد الصناعية المسببة للسرطان وأكثرها فعالية. وقد أنتجت ضمن مكونات مبيدات الحشرات. وهذا المركب لم يصل إلى السوق لأن تأثيره السرطانى اكتشف فى الوقت المناسب.
وفى اختبارات حديثة لمنتجات كيماوية جديدة، تبين أن من بين كل مئة وعشرين مستحضرا كيميائيا- بما فى ذلك مبيدات حشرية وزراعية- يوجد (11) مستحضراً سبب فعليا السرطان لنوعين من الفئران، وعشرون مستحضرا أسفرت عن نتائج غير مؤكدة وتحتاج إلى اختبارات جديدة.
وثمة علاقة وثيقة بين السرطان والتلوث البيئى، مما يشير إلى تغلغل الكيماويات المسرطنة فى النظم البيئية. لذلك تزداد حالات سرطان الرئة لدى غير المدخنين فى المدن عنها فى الريف، وكذلك ترتفع نسبة سرطان المثانة بمقدار ثلاثة أضعاف بين سكان دلتا نهر المسيسيبى، حيث ماء الشرب شديد التلوث.
وثمة عقبات أخرى تواجه الإقلال من التعرض للكيماويات المسببة للسرطان، وهى عقبات ثقافية، تتمثل فى عادات الأكل والتدخين، وهى عادات ذات جذور عميقة فى بعض المجتمعات. فأعلى معدلات انتشار سرطان الكبد فى أفريقيا، وسرطان المعدة فى ايرلندا واسكندناوه واليابان، وذلك نتيجة كثرة تناول الأطعمة المسببة للسرطان.
ولكى تُستأصل مسببات السرطان ، يجب استبعاد مسبباته. وعندما يتم تحديد مسبباته بوضوح فقد يواجه تجنبها صعوبات معوقات كثيرة، نظرا لتعارض ذلك مع مصالح المصنعين، أوالعادات السيئة لدى بعض الناس. فصناع الكيماويات يعدون نشاطهم التصنيعى من صميم حقوقهم، ويقل اكتراثهم بالتبعات الصحية الناجمة عن تداول منتجاتهم.
ويتضح التصارع بين الرغبة فى الحد من انتشار السرطان بمحاربة صناعة التبغ والسجائر، وبين بعض الرغبات الشخصية للمصنعين والمستهلكين، فلم تلق حملات التوعية المؤكدة لعلاقة التدخين بالسرطان سوى استجابات محدودة للغاية. وهكذا تستمر النسبة العالية لسرطان الرئة ـ الناتج عن تدخين التبغ ـ نتيجة مجموعة من العوامل منها: المقاومة الشديدة من جهة صناعة التبغ، وعادة التدخين لدى المدخنين.
وقد يكون إهمال خطر السرطان بسبب التدخين ناجما عن عدة عوامل، لعل أحدها طول المدة اللازمة لحدوث السرطان فى التدخين، مما يجعل من الصعب على الشخص العادى اكتشاف العلاقة بين التدخين والسرطان من وجهة نظره الشخصية.
ومن المتوقع أن تكون الوقاية من السرطان أسهل منها فى الحالات السرطانية الناتجة عن الفيروسات، وذلك بوضع برامج للتطعيم، كما فى شلل الأطفال أو الحصبة.
معوقات اكتشاف علاجه
إن ثمة تساؤلات عديدة أثيرت حول الأسباب التى حالت دون اكتشاف علاج عام وشاف للسرطان حتى وقتنا الراهن. فعلى قمة تلك الأسباب تتربع طبيعة السرطان البيولوجية. ويتفق العلماء على أن السرطان يبدأ بخلية تتغير وتتكاثر متغلبة على الخلايا الطبيعية، وتكون كتلة خلوية كبيرة. وهذه القدرة على النمو قدرة غير محدودة. والسبب الثانى هو افتقاد السرطان إلى النظامية فى نشأته ومساره.
فعدم النظامية تجعل من السرطان مرضا يختلف عن معظم الأمراض الأخرى। ففى الإمكان علاج معظم الأمراض، إما بقتل العامل المسبب (كما فى الأمراض الميكروبية) أو بتعويض نواحى النقص فى وظائف الخلايا (مثل إعطاء الأنسولين فى لمرض السكرى). أما فى السرطان، فان الخلية المتغيرة هى ذاتها المرض، وتقتضى محاربتها استعادة طبيعة الخلية، أو قتلها بالذات دون المساس بالخلايا السليمة. وليس بوسعنا استرجاع حالة الخلية السرطانية إلى وضعها الطبيعى الأصلى، نظرا لعدم كفاية معرفتنا بعملية التنظيم الخلوى بعد. ولهذا كان قتل الخلايا السرطانية هو هدف البرامج الكبيرة للعلاج بالعقاقير، ولكن ذلك لم يلق سوى نجاح محدود، لأن الخلايا السرطانية شديدة الشبه بالخلايا نشطة التكاثر فى الجسم، مثل خلايا الدم والأمعاء. وإذا كنا غير قادرين بعد على ابتكار وسائل لعلاج السرطان بعد حدوثه فعليا، فإننا مطالبون بالمزيد من الجهد لتجنب الإصابة به.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي تعليقاتكم واستفساراتكم بشفافية وموضوعية تامتين

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.