الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

الوظيفة الجنسية واضطراباتها

تعد الوظيفة الجنسية لدى الإنسان هي المسؤولة عن حفظ النوع البشرى. وذلك عن طريق الالتقاء الجنسي بين الرجل والمرأة.



وتتكون هوية الشخص الجنسية تبعا لنوعه، واتجاهات الوالدين في تربية ، والاتجاهات الثقافية المحيطة، إضافة إلى التأثير الجيني.


وعندما تتكون هوية الشخص الجنسية Gender Identity يشعر برجولته أو أنوثته، التي يتولد منها الدور الجنسي Gender Role، وهو ما يأتيه الفرد من سلوك آخذاً في اعتباره أنوثته أو رجولته، ويتشكل هذا الدور بتراكم الخبرات.


ومن الممكن أن يكون الدور الجنسي مناقضاً للهوية الجنسية. فقد يتوحد الشخص مع نوعه، ولكنه فى الوقت ذاته يتخذ سلوكا مناقضا لذلك من خلال مظهره . وقد يتوحد مع النوع الآخر على الرغم من أنه يلتزم بالسلوكيات المميزة لنفس نوعه.


(1) الاستجابة الجنسية الطبيعية:
تمر الاستجابة الجنسية الطبيعية بخمس مراحل:

1- مرحلة الرغبة :
وهي تشمل خيالات حول النشاط الجنسي وما يرتبط بالرغبة من مشاعر وأفكار. وتوجد في العجز مراكز عصبية مسؤولة عن الوظيفة الجنسية، ويتصل بها أليافا عصبية (المناطق: 2 و 3 و 4)، وتتصل الألياف بجدران الأوعية الدموية، فتتحكم في اتساعها، ومن ثم تحدث الإثارة الجنسية.


2- مرحلة الإثارة Excitement:
وتتميز ببدء الشعور بالانتصاب وحدوث الانتصاب لدى الرجل يصاحبه تغيرات جسدية عامة (مثل: زيادة ضربات القلب، عمق التنفس، زيادة ضغط الدم). ويصاحب انتفاخ القضيب لدى الرجل زيادة سمك كيس الصفن، وارتفاع الخصيتين، وقصر الحبل المنوي.


وتتميز إثارة الأنثى باحتقان الجهاز التناسلي، وإفراز المهبل سائل مرطب فى فترة تتراوح بين (10 و 30 ) ثانية من بدء الإثارة الجنسية، مع درجة خفيفة من احتقان البظر الذي يصبح منتصباً لدى بعض الإناث. وخلال الإثارة أيضاً يحتقن الرحم مرتفعا قاع الحوض، ويأخذ المهبل في الاتساع لمناسبة حجم القضيب، ويصاحب ذلك بروز حلمتي الثدي.


3- مرحلة استقرار الإثارة Plateau:
هى مرحلة متقدمة من الإثارة وتسبق الذروة (هزة الجماع Orgasm) مباشرة. وفيها يصل الاحتقان في الأعضاء الجنسية إلى ذروته. فيمتلئ القضيب بالدم ويتمدد إلى أقصى حجم له، وتتضخم الخصيتان إلى ضعف حجمهما وتمتلئان، وتنقبض العضلات المشمرة Cremasteric muscles، ويرفع الحبلان المنويان للخصيتين إلى أقصى ارتفاع ممكن، ويظهر إفراز شفاف من فوهة القضيب مفرزاً من غدة كوبر.


ويصل الاحتقان قمته أيضاً في جهاز الأنثى التناسلي، فيتلون الشفران الصغيران ليعطي الفرج اللون الوردي (sex skim)، ويضيق مدخل المهبل فى ثلثه الخارجـي (orgasmic platform)، ويكمل الرحم احتقانه. وقبل الذروة مباشرة يتحول البظر إلى أعلى وينكمش في وضع مسطح.


4- مرحلة الذروة الجنسية (هزة الجماع) Orgasm:
هي أكثر لحظات الشعور باللذة في العملية الجنسية. حيث يخرج المني من القضيب المنتصب في شكل دفقات (3 – 7)، بمعدل واحدة كل 8 ثوان، وتكون الذروة عند الرجل على مرحلتين:

أ- انقباضات الأعضاء الداخلية للحوض، وإشارات الإحساس بالقذف.

ب- الانقباضات الإيقاعية لقناة الإحليل القضيبية وعضلات قاعدة القضيب وعضلات العجان.


أما الذروة الجنسية للأنثى فتتكون من الانقباضات الإيقاعية (كل 8 ثوان) للعضلات المبطنة للمهبل والرحم والعجان والأنسجة المتورمة في الفرج .


5- مرحلة الارتخاء Resolution:

وهى المرحلة النهائية للاستجابة الجنسية، حيث تعود كل التغيرات إلى طبيعتها، ويصاحبها الشعور بالاسترخاء والراحة.


ففي الرجل، يقل حجم القضيب، وتعود الخصيتان إلى وضعهما المعتاد. وفي الأنثى، يعود المهبل إلى حالته الطبيعية خلال (10 – 15) دقيقة بعد الذروة. وخلال نفس الفترة يهبط الرحم ويعود إلى وضعه المعتاد داخل الحوض.


(2) الاضطرابات الجنسية Sexual Disorders
تنقسم الاضطرابات الجنسية إلى مجموعتين: الشذوذات الجنسية، واختلال الوظيفة الجنسية.


أ- الشذوذات الجنسية Paraphilia.
يقصد بها انحرافات السلوك الجنسي Sexual Deviation. وتتميز هذه الاضطرابات بتكرار الإثارة الجنسية الشديدة، وإثارة الخيالات المثيرة جنسياً كاستجابة لموضوعات جنسية، أو مواقف ليست جزءا من الأنماط المثيرة المعتادة، والتي قد تتداخل بدرجات مختلفة مع الوظيفة الجنسية، وتشمل : الاحتكاك Frotteurism، والتوثين Fetishism، والتعرى Exhibitionism، والماسوكية الجنسية Sexual Masochism، والسادية الجنسية Sexual Sadism، والولع بالأطفال Pedophilia، والتبصبص Voyeurism.


وغالبا ما يجمع الشاذ بين ثلاثة إلى أربعة من تلك الشذوذات، كما تكون لديه اضطرابات أخرى فى جوانب شخصية.


ومن الأعراض المصاحبة أن يختار الشخص وظيفة تجعله في احتكاك بالمثير المرغوب، مثل: العمل مع الأطفال، بيع الأحذية، قيادة سيارة الإسعاف (في حالة السادية). وقد يجمع صوراً أو أفلاماً لها علاقة بالموضوع الخاص به (المثير الشاذ). ويلجأ بعضهم للداعرات للحصول على إثارة شاذة، أو ينفذون خيالاتهم مع ضحايا رغما عنهم.


انتشار الشذوذات الجنسية.
يكثر انتشارها بين الذكور عن الإناث بنسبة (1 : 20). ويبلغ السلوك الجنسي الشاذ ذروته بين (15 و 25) سنة من العمر. وعلى الرغم من انتشار الشذوذات الجنسية فى فترتى المراهقة والشباب، فإن أصحابها نادراً ما يمثلون للتشخيص والعلاج.


أسباب وعوامل الشذوذات الجنسية.

1- عوامل بيولوجية.
من خلال فحص حالات الشذوذ لدى المحولين إلى مراكز الطبية، وجد خلل هرمونى لدى 75% منهم، ووجدت علامات اختلال عصبي طفيف لدى 27% منهم، كما وجدت حالات شذوذ فى الجينات الوراثية لدى 24% منهم.


2- عوامل نفسية واجتماعية.
قد يُعزى الشذوذ الجنسي إلى الخبرات المبكرة للطفل، وتعوده على مزاولة هذا السلوك الشاذ جنسياً محاكاة لغيره.


ويمكن تصنيف السلوك الجنسي الشاذ تبعا لشدته إلى ما يلى:
أ- الخفيف: ويكون الشخص مكروبا من تكرار النزعات الشاذة دون أن يمارسها.
ب- المتوسط : وهو الذي يمارس أحياناً نزعاته الشاذة.
ج- الشديد: حيث تتكرر النزعات كثيراً وتصاحبها ممارسة فعلية للسلوك الشاذ.


علاج الشذوذات الجنسية.

1- العلاج النفسي الارشادى (التبصيري).
حيث يُفهم المريض ديناميته النفسية، والأحداث التي نتج عنها شذوذه، ويشجع على الثقة بالنفس، و تحسين مهارته الاجتماعية، للإشباع الأمثل لغرائزه الجنسية.


2-العلاج السلوكي.
لإزالة النمط الشاذ المتعلم من السلوك.


3- العلاج الدوائي.
يقتصر على الحالات التي يشخص فيها مرض الفصام أو الاكتئاب، فيعطى العلاج المناسب. ويستخدم Medrozyprogesterone لبعض حالات زيادة الرغبة الجنسية التي لا يمكن للشخص السيطرة عليها (كما في حالات إسراف العادة السرية أو الرغبة الشديدة للاغتصاب).


ب- اختلال الوظيفة الجنسية Sexual Dysfunction.
تشمل الاضطرابات فى: الرغبة الجنسية Sexual desire، والاثارة الجنسية Sexual arousal،والذروة الجنسيةSexual orgasm، والألم الجنسىSexual pain، والوظيفة الجنسية، واضطرابات أخرى.


علاج الاضطرابات الجنسية Sexual Dysfunction Remedy
وتشمل أنواع العلاجات ما يلى :
1- العلاج النفسي الفردي.
يركز على اكتشافات الصراعات النفسية اللاشعورية والدوافع للاضطراب، وما يرتبط بها من خيالات أو صعوبات مع الآخرين، والتعامل مع هذه الديناميات.

2- العلاج السلوكي.
الذي يوجه للاضطراب حسب نوعه، بهدف تعديل السلوك الجنسي.


3- العلاج الجماعي.
لتهيئة جو جماعي لمساندة المضطرب جنسيا ومساعدته على إزالة معاناته.


4- العلاج الطبى (البيولوجي).
مثل علاج سرعة القذف بالأدوية، أو مضادات الاكتئاب في حالات الخوف المرتبط بالجنس، واستخدام الهرمونات الجنسية في بعض الأحيان.


5- العلاج الزواجي.
بتهيئة فرص الزواج الشرعى للمضطرب، وحثه على الالتزام بواجباته الزوجيه فى اطار شرعى.


6- العلاج الأسري.
التوجيه والارشاد الأسرى المناسبين لتجنب المشكلات المرتبطة بالاضطرابات الوظيفية الجنسية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي تعليقاتكم واستفساراتكم بشفافية وموضوعية تامتين

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.