الأربعاء، 2 ديسمبر 2009

التدخين Smoking



مقدمة

لقد أصبح التدخين من أكثر العادات السيئة الملازمة لحياة الإنسان في هذا العصر، ورغم أن الدخان قد اكتشف في القرن السادس عشر لم ينتشر انتشارا واسعا في العالم كله إلا في القرن العشرين فقط. ولقد فكرت شركات التبغ في طريقة تغير بها نظرة المجتمعات إلى عادة التدخين، وراحت تروج بين الناس أن للسجائر فوائد صحية عديدة، ولكن ذلك لم يأت بالنتيجة المرجوة، لذلك فقد استعانوا بنجوم السينما والتليفزيون الذين اشتهروا بأدوار البطولة في أفلام رعاة البقر، ورأوا أن رغبة الناس في تقليد هؤلاء ستطغى على صوت العقل. رفض كثير من الممثلين الاشتراك معهم في ذلك حتى لا تتشوه صورتهم أمام المشاهدين، ولكن في نفس الوقت قبل ممثلون آخرون أن يفعلوا ذلك.


كان من أشهر الممثلين الذين استعانت بهم شركات السجائر للقيام بهذا الدور (جرمين مكلارين) الذي كان في نظر الناس آنذاك رمز الرجولة الخارقة، وأقنعوه بالترويج للسجائر مقابل عائد مادي كبير، وأخذ (جرمين) يظهر في أفلام الدعاية العالمية للسجائر، وحقق نجاحاً هائلاً، وكانت شركات التبغ تزيد من أجره كلما زادت نسبة مبيعاتها، فيظهر في صورة راعي بقر قوي ينفث بعمق دخان سيجارته، وبطريقة توحي بأن السجائر هي سبب قوته.


وقد اكتشفت الجمعية الطبية لمكافحة السرطان في أمريكا علاقة التدخين بسرطان الرئة أول مرة عام 1948م ولكنها لم تستطـع نشر تقريرها إلا في عام 1952م بسبب نفوذ شركات التدخين وتهديداتها، ومنذ هذا الوقت ابتدأ الصراع العلني بين الهيئات الصحية في العالم كله وعلى رأسها جمعيات مكافحة السرطان وبين شركات التبغ القوية النفوذ ذات رؤوس الأموال الخيالية.


حقائق علمية عـن التدخين.
لقد أثبتت نتائج التحليل الطبي أن دخان السجائر يشتمل على كثير من المواد الضارة بالصحة منها:
1- أول أكسيد الكربون.
2- ثاني أكسيد الكربون.
3- كبريتيد الهيدروجين.
4- النشـادر.
5- حامض الكربونيك.
6- بعض الأحماض، مثل: الخليك، والنمليك، والنيترويك، التى تضاف للدخان لاستمرارية رطوبته.
7- النتروبيرين، وهي المادة المسببة للسرطان.
8- القطران، وهو يسبب سرطان الرئة، ويعطي اللون الأسمر الداكن للسيجارة.
9- الزرنيخ، وهو موجود في المبيدات الحشرية، التي يرش بها التبغ.
10- رماد ورق السيجارة.
11- النيكوتين. وله تأثير ضار جدا فى الدورة الدموية وفى القلب، ويعد أخطر هذه المواد جميعا، وقد اكتشف العلماء أن الكمية الموجودة في عشرين سيجارة إذا حقنت في العضل دفعة واحدة، فإنها تسبب الموت الفورى للشخص المحقون.


تجارب عملية تؤكد خطورة التدخين
فيما يلى بعض التجارب السهلة التي يمكن إجراؤها للتأكد الفعلي من خطر السيجارة:
1. استنشق دخان سيجارة، ودعه يدخل الرئة ثم أخرجه، تجده رائقاً غير كثيف. لأن القطران الذي يعطي الدخان لونه الأسمر يترسـب في الرئة. والآن أعد التجربة مع حفظ الدخان في الفم فقط، وبدون إدخاله للرئة، ثم أخرجه مرة أخرى، ستجده أسمر كثيفا،ً لأن القطران يخرج معه كما هو.

2. أحضر حلقة متصلة بجرس كهربائي، وفي الطرف الآخر سلك، بحيث إذا لامـس السلك الحلقة دق الجرس، وابدأ التجربة محاولاً إدخال السلك في الحلقة دون أن تلمسها، فبعد أن تدخن سيجارة واحدة، ستجد أن عدد أخطائك قد تضاعف، مما يؤكد أن التدخين سبب رعشة في اليد، وقلل من القدرة على التحكم في الأطراف.

3. اذهب إلى أي قسم للأشعة في أي مستشفى، دقق النظر في رئة هذا الرجل الذي لا يدخن، ثم دقق النظر في رئة أخيه التوأم المدخن، هل لاحظت الفارق؟؟؟


الأضرار النفسية والأخلاقية للتدخين
التدخين من العادات التي تصل في أغلب الأحيان إلى حد الإدمان، وما لم يكن المدخن ذا إرادة صلبة وعزيمة قوية جداً، فإنه سيصعب عليه التوقف عن التدخين مهما أصابه من أضرار، وكثير من الناس يؤثر التدخين فى أخلاقهم وسلوكهم، ويغير مجرى حياتهم، دون أن يشعروا أو يعترفوا و يقروا بذلك، ومثلهم في ذلك مثل السكير الذي يتمايل سكراً في الهواء، ثم يؤكد أنه لا يتأثر بالخمر، وأنه يسيطر على نفسه تماماً.


وغالباً ما يتـحول المدخن إلى شخص قلق، عصبي المزاج، سريع الغضب، إذا حرم من السيجارة بأمر الطبيب أو لأي سبب آخر (كالصوم مثلاً، أو لعدم توفر ثمنها). ومن الناس من لا يستطيع التركيز عند القراءة، أو أي عمل ذهني إلا والسيجارة في يده، ومنهم من لا يستطيع القيام من فراشه إلا بعد تدخين سيجارة.


إن تعاطي الدخان يضعف الإرادة ويهدم الصحة ويخدر الأعصاب بعد أن ينشطها وينبهها، ويعرض الشباب لمرض السل، ويبتليهم بأمراض القلب.






التدخين والجنس

ثبت أن للتدخين أثر على الناحية الجنسية ومن آثار التدخين على الجنس ما يلي :
1. يضعف التدخين مركز الانتصاب عند الرجل ويخمد الوظيفة الجنسية عنده,ويؤدي إلى الضعف الجنسي عند الرجال وإلى البرود الجنسي عند النساء .

2. يؤثر على الغدد التناسلية ويخفف من إنتاجها,ويضعف من حيويتها .
3. يؤثر التدخين على أنوثة المرأة فيخشن صوتها.

وقد أجري الفحص لعديد من المرضى الذين كانوا يسرفون في التدخين ويعانون في نفس الوقت من ضعف النشاط الجنسي,ووجد في كثير من هذه الحالات أن هرمون الذكورة (التستسترون) أقل من معدله الطبيعي,وبالتوقف عن التدخين عاد هذا الهرمون إلى مستواه الطبيعي وتحسنت حالة المريض جنسياً. كما أن بعض هذه الحالات كان يعاني من ضعف وقلة في عدد الحيوانات المنوية عن معدلها الطبيعي,وبالتوقف عن التدخين أربعة أشهر عادت هذه الحيوانات إلى حالتها الطبيعية من حيث العدد والوفرة ومن حيث النشاط والحركة.

وقد وجد عالم الكيمياء الأسترالي المرموق الدكتور (مايكل بريجز) أن التدخين الشديد يخفض إنتاج هرمون الذكورة (التستسترون) في حين ترتفع نسبة هذا الهرمون إذا توقف المرء عن التدخين.

ويقول الدكتور (أوكسنر)( أن عشرات المرضى قالوا لي حرفياً أن حياتهم الجنسية تحسنت بعد توقفهم عن التدخين ).

ويقول الدكتور (فورت) مدير سان فرانسيسكو لحل المشكلات الاجتماعية والصحيـة
(أن الأغلبية الساحقة من الرجال الذين يشكون من العقم والضعف الجنسي تحسنت حالتهم بعد الإقلاع عن التدخين ، ويقدم النصيحة ذاتها للسيدات المدخنات اللائى يشكين من العقم أو البرود الجنسي ) و يعلل الدكتور (فورت) تأثير التدخين على الجهاز التناسلي بما يلي:

أولاً : أن التدخين يزيد من المادة السامة أول أكسيد الكربون والتي تتحد مع هيوغلوبين الدم فيقل بذلك الأوكسجين المهم لصنع هرمون الذكورة لدى الرجل وهرمون الأنوثة لدى المرأة.

ثانياً : أن النيكوتين يقلص الأوعية الدموية ويسبب ضيقها, ولا يحصل الانتشار في القضيب إلا بتمدد الأوعية الدموية وانصباب الدم فيها,ولما كان ذلك متعذراً مع وجود كمية كبيرة من النيكوتين فإن الانتشار ذاته يصبح غير ممكن أو على أحسن الأحوال ضعيفاً.



نصائح للإقلاع عن التدخين
1. من الضرورى التسليم بأن الدخان من المضرات التى تستوجب الاستعانة بالله والعزم على هجرها.

‌2. الإكثار من أكل التمر وشرب اللبن البقري يطهر الجسم من آثار النيكوتين، وتتناقص معدلاته في الدم فلا يصبح للجسم حاجة ملحة إليه كما كان.
3. شرب عصير الجزر و الطماطم (البندورة) يومياً بعد الغداء ( لمدة شهر)، إذ أن ذلك ينقي الدم من النيكوتين، كما أن شرب العرقسوس الدافئ يزيد من مقاومة الجسم للسموم

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2009

السرطان Cancer

مقدمة
من المعروف أن السرطان مرض خطير يهابه كل الناس، وله أنواع تصيب كل أجزاء الجسم. وكلمة " سرطان Cancer" كلمة مخيفة يخشى عواقبها الناس أكثر من خشيتهم أى مرض آخر. والسرطان ببساطة هو جنون خلوى يصيب بعض الخلايا لأسباب متعددة، يؤدى إلى فقد أنويتها السيطرة على عملياتها الحيوية ولاسيما عملية الانقسام، فتنقسم انقسامات متتالية ( غير هادفة) إلى خلايا متراكمة فى مجموعة أو على هيئة مستعمرة مسببة تورم النسيج الذى توجد فيه. ويتباين نمو سرطانات الأنسجة المختلفة.

انواع السرطان
هناك أنواع متعددة للسرطان يتباين انتشارها بتباين الأفراد والمجتمعات. ويوجد الورم السرطانى الخبيث Malignant Tumor الذى ينتشر عبر الجسم ، والورم الحميد Benigr Tumor الذى لا ينتشر.







وترتيب أنواع السرطان المنتشر فى أمريكا، هو: سرطان الثدى، يليه سرطان عنق الرحم.




وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن النساء اللاتى يعملن عمليات تجميل الثدى مهددات بهذا السرطان لتسرب مادة السيليكون الهلامية فى الجسم، أما النوع الآخر الأكثر انتشارا فهو سرطان عنق الرحم. وهذا السرطان يحدث لتعدد ماء الرجال فى رحم واحد، ولاسيما لدى محترفات البغاء فى سن الأربعين، ولذلك فهو ينتشر بينهن، نظرا لانهيار أخلاقهن وبعدهن عن العفة. وهذا النوع من السرطان يكاد يكون منعدما فى الدول الإسلامية.


ويحتل السرطان المركز الثانى فى قائمة مسببات الوفاة فى الولايات المتحدة، والسيطرة علية أمل جميع الناس. وتوحى النظرة السطحية بأن القضاء على السرطان مشكلة علمية وطبية، ولكن الفحص الدقيق بين أن كثرة الإصابات بالسرطان تساهم فيه عوامل، منها: سلوكية و اقتصادية و اجتماعية و سياسية.

أسباب الإصابة به
ويعد تعرض الشخص للكيماويات والإشعاعات والفيروسات، أو لعيوب وراثية جينية، من الأسباب المؤدية للاصابة بالسرطان. ولقد عرفت الكيماويات كأحد أسباب السرطان منذ قرنين من الزمن، فسرطان كيس الخصية مثلا عُرف على أنه مرض مهنى يصيب عمال تنظيف المداخن فى بريطانيا، وعرف العامل المسبب له( فيما بعد) بأنه من محتويات القار الموجود في دخان تلك المداخن.

وتتسبب الإشعاعات النووية المؤينة فى الإصابة بسرطان الدم (اللوكيميا)، كما تسبب الأشعة الكونية فوق البنفسجية الإصابة بسرطان الجلد لدى الذين يتعرضون باستمرار لأشعة الشمس الملتهبة.

وتوجد دلائل تجريبية على وجود علاقة إيجابية بين بعض الإصابات الفيروسية وبين الإصابة بالسرطان.
وما زالت هناك أسباب غير معلومة تكمن خلف الإصابة بالسرطان وسوف تؤدى معرفتها إلى خفض نسب الإصابة بالمرض بدرجة كبيرة.

الوقاية من الاصابة به
فالوقاية من السرطان أمل منشود من الوجهة النظرية، لأن الأسباب الحقيقية للسرطان أصبحت معروفة. ولكن هناك ـ من الناحية العملية ـ صعوبات ضخمة تحول دون تحقيق هذا الأمل.
إن لدينا معرفة كبيرة بأسباب سرطانات معينة، تنشأ فى ظروف خاصة، ولكن الأسباب الحقيقية لسرطانات كثيرة أخرى ما زالت غير معلومة بعد، وقد نصفها أحيانا بأنها تلقائية. ولكننا نستطيع أن ننقب فى الأسباب المعروفة، لنستنتج الأسباب المحتملة للسرطانات التلقائية.
إننا نواجه عقبات خطرة من جراء انتشار الكيماويات المسببة للسرطان، وتكمن المشكلة فى أنها أصبحت منتشرة بنوعيات ونسب كبيرة فى بيئتنا. ففى كل عام تُبتكر وتنتج آلاف الكيماويات الجديدة لأغراض مختلفة. وقد يسبب جزء كبير منها الإصابة بالسرطان. ونظرا لمحدودية بدائل الاختيار، فإن كثيراً منها تصل إلى الأسواق، وبعد مضى سنوات قد تسحب منها مرة أخرى، عندما يتبين أنها تعرض الناس للسرطان، وقد لا تسحب ويستمر تداولها.
وتعد مادة "أسيتيامينوفلورين" من أبرز أمثلة المواد الصناعية المسببة للسرطان وأكثرها فعالية. وقد أنتجت ضمن مكونات مبيدات الحشرات. وهذا المركب لم يصل إلى السوق لأن تأثيره السرطانى اكتشف فى الوقت المناسب.
وفى اختبارات حديثة لمنتجات كيماوية جديدة، تبين أن من بين كل مئة وعشرين مستحضرا كيميائيا- بما فى ذلك مبيدات حشرية وزراعية- يوجد (11) مستحضراً سبب فعليا السرطان لنوعين من الفئران، وعشرون مستحضرا أسفرت عن نتائج غير مؤكدة وتحتاج إلى اختبارات جديدة.
وثمة علاقة وثيقة بين السرطان والتلوث البيئى، مما يشير إلى تغلغل الكيماويات المسرطنة فى النظم البيئية. لذلك تزداد حالات سرطان الرئة لدى غير المدخنين فى المدن عنها فى الريف، وكذلك ترتفع نسبة سرطان المثانة بمقدار ثلاثة أضعاف بين سكان دلتا نهر المسيسيبى، حيث ماء الشرب شديد التلوث.
وثمة عقبات أخرى تواجه الإقلال من التعرض للكيماويات المسببة للسرطان، وهى عقبات ثقافية، تتمثل فى عادات الأكل والتدخين، وهى عادات ذات جذور عميقة فى بعض المجتمعات. فأعلى معدلات انتشار سرطان الكبد فى أفريقيا، وسرطان المعدة فى ايرلندا واسكندناوه واليابان، وذلك نتيجة كثرة تناول الأطعمة المسببة للسرطان.
ولكى تُستأصل مسببات السرطان ، يجب استبعاد مسبباته. وعندما يتم تحديد مسبباته بوضوح فقد يواجه تجنبها صعوبات معوقات كثيرة، نظرا لتعارض ذلك مع مصالح المصنعين، أوالعادات السيئة لدى بعض الناس. فصناع الكيماويات يعدون نشاطهم التصنيعى من صميم حقوقهم، ويقل اكتراثهم بالتبعات الصحية الناجمة عن تداول منتجاتهم.
ويتضح التصارع بين الرغبة فى الحد من انتشار السرطان بمحاربة صناعة التبغ والسجائر، وبين بعض الرغبات الشخصية للمصنعين والمستهلكين، فلم تلق حملات التوعية المؤكدة لعلاقة التدخين بالسرطان سوى استجابات محدودة للغاية. وهكذا تستمر النسبة العالية لسرطان الرئة ـ الناتج عن تدخين التبغ ـ نتيجة مجموعة من العوامل منها: المقاومة الشديدة من جهة صناعة التبغ، وعادة التدخين لدى المدخنين.
وقد يكون إهمال خطر السرطان بسبب التدخين ناجما عن عدة عوامل، لعل أحدها طول المدة اللازمة لحدوث السرطان فى التدخين، مما يجعل من الصعب على الشخص العادى اكتشاف العلاقة بين التدخين والسرطان من وجهة نظره الشخصية.
ومن المتوقع أن تكون الوقاية من السرطان أسهل منها فى الحالات السرطانية الناتجة عن الفيروسات، وذلك بوضع برامج للتطعيم، كما فى شلل الأطفال أو الحصبة.
معوقات اكتشاف علاجه
إن ثمة تساؤلات عديدة أثيرت حول الأسباب التى حالت دون اكتشاف علاج عام وشاف للسرطان حتى وقتنا الراهن. فعلى قمة تلك الأسباب تتربع طبيعة السرطان البيولوجية. ويتفق العلماء على أن السرطان يبدأ بخلية تتغير وتتكاثر متغلبة على الخلايا الطبيعية، وتكون كتلة خلوية كبيرة. وهذه القدرة على النمو قدرة غير محدودة. والسبب الثانى هو افتقاد السرطان إلى النظامية فى نشأته ومساره.
فعدم النظامية تجعل من السرطان مرضا يختلف عن معظم الأمراض الأخرى। ففى الإمكان علاج معظم الأمراض، إما بقتل العامل المسبب (كما فى الأمراض الميكروبية) أو بتعويض نواحى النقص فى وظائف الخلايا (مثل إعطاء الأنسولين فى لمرض السكرى). أما فى السرطان، فان الخلية المتغيرة هى ذاتها المرض، وتقتضى محاربتها استعادة طبيعة الخلية، أو قتلها بالذات دون المساس بالخلايا السليمة. وليس بوسعنا استرجاع حالة الخلية السرطانية إلى وضعها الطبيعى الأصلى، نظرا لعدم كفاية معرفتنا بعملية التنظيم الخلوى بعد. ولهذا كان قتل الخلايا السرطانية هو هدف البرامج الكبيرة للعلاج بالعقاقير، ولكن ذلك لم يلق سوى نجاح محدود، لأن الخلايا السرطانية شديدة الشبه بالخلايا نشطة التكاثر فى الجسم، مثل خلايا الدم والأمعاء. وإذا كنا غير قادرين بعد على ابتكار وسائل لعلاج السرطان بعد حدوثه فعليا، فإننا مطالبون بالمزيد من الجهد لتجنب الإصابة به.

الإيدز AIDS) Auto Immune Defficiency Syndrome)


في أوائل الثمانينيات وفي مدينة سان فرانسيسكو لاحظ الأطباء كثرة ظهور ورم جلدي خبيث بين الشواذ جنسيا يدعى مرض كابوسي.ً ومن المعروف أن هذا المرض نادر الحدوث في تلك المناطق. ويظهر مرض كابوسي على شكل عقيدات متحجرة لونها أحمر يميل إلى الزرقة ويصيب الأقدام والأيدي عادة، وقد يمتد فيما بعد ليصيب مناطق أخرى من الجلد، ويتميز ببطء الانتشار، إلا أن هذا المرض بدأ يأخذ شكلاً مختلفاً عن المعتاد في الشواذ جنسياً، فكان سريع الانتشار ويصيب أماكن متعددة من الجلد والغشاء المخاطي، وسرعان ما كان يهدد حياة المريض ويؤدي إلى وفاته.



وصاحب ظهور تلك الأورام الاستعداد لكثرة الإصابة بالأمراض الميكروبية والفطرية والفيروسية والتي كانت أيضاً تأخذ شكلاً غير مألوف ولوحظ أن كثيراً من تلك الأمراض ينجم عن الإصابة ببعض الميكروبات التي لا تصيب الشخص ذا المناعة العادية، ويطلق عليها اسم الميكروبات الانتهازية، التى تصيب من يعانون نقصاً في مناعة الجسم وصاحب ظهور هذه الأورام الجلدية وكثرة الإصابة بالالتهابات الرئوية نقص مطرد في وزن الجسم وتضخم في الغدد الليمفاوية، وكان الأمر ينتهي بالوفاة.

وقد أشارت تلك الأعراض مجتمعة إلى أن المصابين بتلك الحالة يعانون نقص المناعة المكتسبة. وأضيفت كلمة المكتسبة لتمييزه من مرض آخر مرتبط بنقص مناعة الجسم لدى الأطفال نتيجة عيوب خلقية في أحد مكونات جهازهم المناعى، ويُعرف بمرض نقص المناعة الولادي.

إن كلمة الإيدز (وهي الكلمة التي أصبحت دارجة على كل لسان) تشير إلى مرض مروع، يهدد وجود البشر على سطح كوكب الأرض.

الاصابة بالفيروس
يصيب فيروس الإيدز نوعاً من خلايا جهاز المناعة يلعب دوراً أساسياً في وقاية الجسم من الأمراض ومن ظهور الخلايا السرطانية. ويتكاثر الفيروس داخل الخلية المصابة حتى يدمرها، لينتقل إلى غيرها فيدمرها، وهكذا إلى أن يدمر معظم ذلك النوع من الخلايا ويحرم الجسم من سلاح مهم في الدفاع عن نفسه.

وعادة ما يمر وقت طويل بين دخول الفيروس إلى الجسم وبين فقدان الجسم لمناعته، وقد يحدث ذلك خلال سنوات عدة، يكون المصاب خلاله حاملاً للمرض وينقله للآخرين دون ظهور أعراض عليه.

وتتعدد طرق الإصابة بالفيروس، منها:

1. حقن المخدرات أو الحقن الطبية الملوثة.

2. نقل دم من شخص مصاب إلى شخص سليم.

3. الاتصال الجنسي الشاذ.
4. الانتقال من الحامل المصابة إلى جنينها عن طريق المشيمة.







ولا ينتقل فيروس الإيدز عن طريق الأكواب والملاعق أو المصافحة أو الحشرات (مثل: الذباب والبعوض والبراغيث) كما يظن البعض.


مراحل المرض
يمر المصاب بعدة مراحل بدءاً من إصابته بالفيروس حتى ظهور المرض الذي ينتهي بالوفاة في كل الأحوال.






المرحلة الأولى:

تأتي بعد الإصابة مباشرة، وقد يشعر فيها المريض بأعراض بسيطة تشبه الإنفلونزا لا تسترعي انتباهه، وتستغرق تلك المرحلة زمناً بسيطا،ً وتنتهي بظهور أجسام مضادة للفيروس في مصل الدم تعد دليلا مختبريا للإصابة.



المرحلة الثانية:

يكون فيها المصاب حاملاً للفيروس، ولا تظهر عليه أعراض. ويكون مصدراً لعدوى الآخرين. وتمتد تلك المرحلة سنوات عديدة تنتهي ببدء ظهور الأعراض.



المرحلة الثالثة:

وتظهر الأعراض خلالها في صورة ارتفاع في درجة الحرارة، ونقص مطرد في الوزن، وتضخم الغدد الليمفاوية في جميع أجزاء الجسم، مع كثرة الإصابة بالإسهال.



المرحلة الرابعة (الأخيرة).

وفيها يكون المريض قد فقد مناعته ضد الإصابة بالميكروبات، ويمكن لأي ميكروب أن يهاجم جسمه. كما تتميز تلك المرحلة بظهور أورام خبيثة، مثل: ورم كابوسي بالجلد، وأورام الجهاز الليمفاوي الخبيثة، وأورام ليمفاوية خبيثة فى المخ، بسبب عجز جهاز المناعة عن مهاجمة الخلايا السرطانية، وتنتهي هذه المرحلة بالوفاة.














الظواهر الجلدية لمرض الإيدز
ذكرت التقارير الطبية والأبحاث أن أكثر من ثلاثين مرضاً جلدياً تنتشر بصورة أكبر بين مرضى الإيدز، ويمكن تقسيمها إلى ثلاث مجموعات:


‌أ. الأمراض الناتجة عن الإصابة بالفيروسات

وأشهرها الهربس البسيط المتكرر، والهربس العصبي، والثآليل، والمليساء المعدية، والتينيا الملونة، والأمراض الفطرية ( أشهرها كانديدا الفم والمرئ). كما يعاني المريض تكرار الإصابة بالدمامل والخراريج. ومن الممكن أن تصيب كل تلك الأمراض الشخص الطبيعي إلا أن الإصابة المصاحبة لمرض الإيدز تتميز بكثرة تكرارها على فترات قصيرة، كما تتميز بصعوبة علاجها وميلها إلى الانتكاس.












ب. ورم كابوسي

وهو مرض خبيث يصيب الجلد، ويتميز في حالة مرض الإيدز بسرعة انتشاره وإصابته مناطق عديدة من الجلد والأغشية المخاطية.


ج. أمراض جلدية شائعة.
تأخذ صورة خاصة مختلفة عن صورتها المعتادة في الأشخاص الطبيعيين، وأهمها الالتهاب الدهني الذى يصيب فروة الرأس والوجه (خاصة الأنف والخدود)، ويتميز بوجود احمرار وقشور دهنية يميل لونها إلى الصفرة. وقد لوحظ أن الالتهاب في حالة مريض الإيدز يكون أكثر شدة وأقل استجابة للعلاج منه في الإنسان العادي.

الوقاية من مرض الإيدز

• التزام الإنسان بالعلاقات الجنسية السوية.

• الفحص الدقيق للدم قبل نقله، للتحقق من خلوه من فيروس الإيدز.

• الإقلاع عن الإدمان، لأن الإدمان على المخدرات مع تبادل المحاقن المستخدمة في تعاطي المخدرات وما يصاحب الإدمان من سلوك جنسي غير سوي نتيجة لتدهور القيم لدى المدمنين، يعرض تلك الفئة للإصابة بالإيدز.

الوظيفة الجنسية واضطراباتها

تعد الوظيفة الجنسية لدى الإنسان هي المسؤولة عن حفظ النوع البشرى. وذلك عن طريق الالتقاء الجنسي بين الرجل والمرأة.



وتتكون هوية الشخص الجنسية تبعا لنوعه، واتجاهات الوالدين في تربية ، والاتجاهات الثقافية المحيطة، إضافة إلى التأثير الجيني.


وعندما تتكون هوية الشخص الجنسية Gender Identity يشعر برجولته أو أنوثته، التي يتولد منها الدور الجنسي Gender Role، وهو ما يأتيه الفرد من سلوك آخذاً في اعتباره أنوثته أو رجولته، ويتشكل هذا الدور بتراكم الخبرات.


ومن الممكن أن يكون الدور الجنسي مناقضاً للهوية الجنسية. فقد يتوحد الشخص مع نوعه، ولكنه فى الوقت ذاته يتخذ سلوكا مناقضا لذلك من خلال مظهره . وقد يتوحد مع النوع الآخر على الرغم من أنه يلتزم بالسلوكيات المميزة لنفس نوعه.


(1) الاستجابة الجنسية الطبيعية:
تمر الاستجابة الجنسية الطبيعية بخمس مراحل:

1- مرحلة الرغبة :
وهي تشمل خيالات حول النشاط الجنسي وما يرتبط بالرغبة من مشاعر وأفكار. وتوجد في العجز مراكز عصبية مسؤولة عن الوظيفة الجنسية، ويتصل بها أليافا عصبية (المناطق: 2 و 3 و 4)، وتتصل الألياف بجدران الأوعية الدموية، فتتحكم في اتساعها، ومن ثم تحدث الإثارة الجنسية.


2- مرحلة الإثارة Excitement:
وتتميز ببدء الشعور بالانتصاب وحدوث الانتصاب لدى الرجل يصاحبه تغيرات جسدية عامة (مثل: زيادة ضربات القلب، عمق التنفس، زيادة ضغط الدم). ويصاحب انتفاخ القضيب لدى الرجل زيادة سمك كيس الصفن، وارتفاع الخصيتين، وقصر الحبل المنوي.


وتتميز إثارة الأنثى باحتقان الجهاز التناسلي، وإفراز المهبل سائل مرطب فى فترة تتراوح بين (10 و 30 ) ثانية من بدء الإثارة الجنسية، مع درجة خفيفة من احتقان البظر الذي يصبح منتصباً لدى بعض الإناث. وخلال الإثارة أيضاً يحتقن الرحم مرتفعا قاع الحوض، ويأخذ المهبل في الاتساع لمناسبة حجم القضيب، ويصاحب ذلك بروز حلمتي الثدي.


3- مرحلة استقرار الإثارة Plateau:
هى مرحلة متقدمة من الإثارة وتسبق الذروة (هزة الجماع Orgasm) مباشرة. وفيها يصل الاحتقان في الأعضاء الجنسية إلى ذروته. فيمتلئ القضيب بالدم ويتمدد إلى أقصى حجم له، وتتضخم الخصيتان إلى ضعف حجمهما وتمتلئان، وتنقبض العضلات المشمرة Cremasteric muscles، ويرفع الحبلان المنويان للخصيتين إلى أقصى ارتفاع ممكن، ويظهر إفراز شفاف من فوهة القضيب مفرزاً من غدة كوبر.


ويصل الاحتقان قمته أيضاً في جهاز الأنثى التناسلي، فيتلون الشفران الصغيران ليعطي الفرج اللون الوردي (sex skim)، ويضيق مدخل المهبل فى ثلثه الخارجـي (orgasmic platform)، ويكمل الرحم احتقانه. وقبل الذروة مباشرة يتحول البظر إلى أعلى وينكمش في وضع مسطح.


4- مرحلة الذروة الجنسية (هزة الجماع) Orgasm:
هي أكثر لحظات الشعور باللذة في العملية الجنسية. حيث يخرج المني من القضيب المنتصب في شكل دفقات (3 – 7)، بمعدل واحدة كل 8 ثوان، وتكون الذروة عند الرجل على مرحلتين:

أ- انقباضات الأعضاء الداخلية للحوض، وإشارات الإحساس بالقذف.

ب- الانقباضات الإيقاعية لقناة الإحليل القضيبية وعضلات قاعدة القضيب وعضلات العجان.


أما الذروة الجنسية للأنثى فتتكون من الانقباضات الإيقاعية (كل 8 ثوان) للعضلات المبطنة للمهبل والرحم والعجان والأنسجة المتورمة في الفرج .


5- مرحلة الارتخاء Resolution:

وهى المرحلة النهائية للاستجابة الجنسية، حيث تعود كل التغيرات إلى طبيعتها، ويصاحبها الشعور بالاسترخاء والراحة.


ففي الرجل، يقل حجم القضيب، وتعود الخصيتان إلى وضعهما المعتاد. وفي الأنثى، يعود المهبل إلى حالته الطبيعية خلال (10 – 15) دقيقة بعد الذروة. وخلال نفس الفترة يهبط الرحم ويعود إلى وضعه المعتاد داخل الحوض.


(2) الاضطرابات الجنسية Sexual Disorders
تنقسم الاضطرابات الجنسية إلى مجموعتين: الشذوذات الجنسية، واختلال الوظيفة الجنسية.


أ- الشذوذات الجنسية Paraphilia.
يقصد بها انحرافات السلوك الجنسي Sexual Deviation. وتتميز هذه الاضطرابات بتكرار الإثارة الجنسية الشديدة، وإثارة الخيالات المثيرة جنسياً كاستجابة لموضوعات جنسية، أو مواقف ليست جزءا من الأنماط المثيرة المعتادة، والتي قد تتداخل بدرجات مختلفة مع الوظيفة الجنسية، وتشمل : الاحتكاك Frotteurism، والتوثين Fetishism، والتعرى Exhibitionism، والماسوكية الجنسية Sexual Masochism، والسادية الجنسية Sexual Sadism، والولع بالأطفال Pedophilia، والتبصبص Voyeurism.


وغالبا ما يجمع الشاذ بين ثلاثة إلى أربعة من تلك الشذوذات، كما تكون لديه اضطرابات أخرى فى جوانب شخصية.


ومن الأعراض المصاحبة أن يختار الشخص وظيفة تجعله في احتكاك بالمثير المرغوب، مثل: العمل مع الأطفال، بيع الأحذية، قيادة سيارة الإسعاف (في حالة السادية). وقد يجمع صوراً أو أفلاماً لها علاقة بالموضوع الخاص به (المثير الشاذ). ويلجأ بعضهم للداعرات للحصول على إثارة شاذة، أو ينفذون خيالاتهم مع ضحايا رغما عنهم.


انتشار الشذوذات الجنسية.
يكثر انتشارها بين الذكور عن الإناث بنسبة (1 : 20). ويبلغ السلوك الجنسي الشاذ ذروته بين (15 و 25) سنة من العمر. وعلى الرغم من انتشار الشذوذات الجنسية فى فترتى المراهقة والشباب، فإن أصحابها نادراً ما يمثلون للتشخيص والعلاج.


أسباب وعوامل الشذوذات الجنسية.

1- عوامل بيولوجية.
من خلال فحص حالات الشذوذ لدى المحولين إلى مراكز الطبية، وجد خلل هرمونى لدى 75% منهم، ووجدت علامات اختلال عصبي طفيف لدى 27% منهم، كما وجدت حالات شذوذ فى الجينات الوراثية لدى 24% منهم.


2- عوامل نفسية واجتماعية.
قد يُعزى الشذوذ الجنسي إلى الخبرات المبكرة للطفل، وتعوده على مزاولة هذا السلوك الشاذ جنسياً محاكاة لغيره.


ويمكن تصنيف السلوك الجنسي الشاذ تبعا لشدته إلى ما يلى:
أ- الخفيف: ويكون الشخص مكروبا من تكرار النزعات الشاذة دون أن يمارسها.
ب- المتوسط : وهو الذي يمارس أحياناً نزعاته الشاذة.
ج- الشديد: حيث تتكرر النزعات كثيراً وتصاحبها ممارسة فعلية للسلوك الشاذ.


علاج الشذوذات الجنسية.

1- العلاج النفسي الارشادى (التبصيري).
حيث يُفهم المريض ديناميته النفسية، والأحداث التي نتج عنها شذوذه، ويشجع على الثقة بالنفس، و تحسين مهارته الاجتماعية، للإشباع الأمثل لغرائزه الجنسية.


2-العلاج السلوكي.
لإزالة النمط الشاذ المتعلم من السلوك.


3- العلاج الدوائي.
يقتصر على الحالات التي يشخص فيها مرض الفصام أو الاكتئاب، فيعطى العلاج المناسب. ويستخدم Medrozyprogesterone لبعض حالات زيادة الرغبة الجنسية التي لا يمكن للشخص السيطرة عليها (كما في حالات إسراف العادة السرية أو الرغبة الشديدة للاغتصاب).


ب- اختلال الوظيفة الجنسية Sexual Dysfunction.
تشمل الاضطرابات فى: الرغبة الجنسية Sexual desire، والاثارة الجنسية Sexual arousal،والذروة الجنسيةSexual orgasm، والألم الجنسىSexual pain، والوظيفة الجنسية، واضطرابات أخرى.


علاج الاضطرابات الجنسية Sexual Dysfunction Remedy
وتشمل أنواع العلاجات ما يلى :
1- العلاج النفسي الفردي.
يركز على اكتشافات الصراعات النفسية اللاشعورية والدوافع للاضطراب، وما يرتبط بها من خيالات أو صعوبات مع الآخرين، والتعامل مع هذه الديناميات.

2- العلاج السلوكي.
الذي يوجه للاضطراب حسب نوعه، بهدف تعديل السلوك الجنسي.


3- العلاج الجماعي.
لتهيئة جو جماعي لمساندة المضطرب جنسيا ومساعدته على إزالة معاناته.


4- العلاج الطبى (البيولوجي).
مثل علاج سرعة القذف بالأدوية، أو مضادات الاكتئاب في حالات الخوف المرتبط بالجنس، واستخدام الهرمونات الجنسية في بعض الأحيان.


5- العلاج الزواجي.
بتهيئة فرص الزواج الشرعى للمضطرب، وحثه على الالتزام بواجباته الزوجيه فى اطار شرعى.


6- العلاج الأسري.
التوجيه والارشاد الأسرى المناسبين لتجنب المشكلات المرتبطة بالاضطرابات الوظيفية الجنسية.

مجالات لا أخلاقية لتحديد وتنظيم النسل (التعقيم- الاجهاض المتعمد)

التعقيم Sterilization
التعقيم البشرى هو الخطوة النهائية لمنع الحمل بطريقة فعالة ، وفى السنوات الأخيرة أخذ التعقيم يلعب دورا رئيسيا فى برامج منع الحمل فى كثير من بلدان العالم . فهو مباح قانونيا فى الولايات المتحدة ولايشترط الا موافقة المريضة والجراح على أجراء هذه العملية الجراحية شأنها فى ذلك شأن العمليات الجراحية العادية والأختبارية Elective والتعقيم هو الوسيلة الوحيدة التى تدمر قدرة الفرد ووظيفته الطبيعية فى الإنجاب والتوليد Reproductive Function وهو يطبق على الذكر والأنثى على السواء .


أولا: عمليات التعقيم الخاصة بالأنثى
1ـ ربط أو قطع أجزاء من بوقا فالوب أو استئصال البوق كله.
2ـ استئصال الرحمHysterectony
3-التعقيم بالأشعاع.


ثانيا: التعقيم فى الذكر
1ـ ربط وقطع الحبل المنوىVasectomy
2ـ استئصال الخصيتين (فكرة غير مقبولة على جميع المستويات).


الأعراض الجانبية لعمليات التعقيم

1ـ ازدياد الطمث Monorrhagia قد تصاحب ربط الأبواق وقد استدعى استئصالالرحم فى 10% من حالات ربط الأبواق لأسباب متفرقة .

2ـ بعد ربط الحبل المنوى لوحظ ارتفاع طفيف فى نسبة مضادات الحيوانات المنوية فى الدم ، ولكن افراز الحيوانات المنوية أو الهرمونات الجنسية لم يتأثر بعملية الربط ، وظل على معدله الطبيعى فى الجسم .

3ـ المخاطر الجراحية

4ـ الأضطرابات النفسية

5ـ الفشل


الاجهاض المتعمد:Induced Abortion

بالرغم من أن الأجهاض كان يعتبر أمرا محرما من أيام أبو قراط حتى ميثاق جنيف، ويجب قصره فقط على الأسباب الطبيعية البحته الا أن القوانين التى سنت فى معظم بلدان العالم مؤخرا أصبحت أكثر أتساعا بالنسبة لتنفيذ الأجهاض ، بل قد أبيح كلية فى بعض البلدان واباحة الأجهاض يعتمد على الآتى :-

1ـ الغاء الأجهاض الأجرامى .

2ـ رفع الأعباء المالية والأقتصادية عن كاهل المرأة غير المتزوجة التى تسببها ولادة طفل غير شرعى لها .

3ـ تجنب ولادة أطفال غير مرغوب فيهم مما يؤدى إلى اهمال ذويهم لهم .

4ـ تخفيض عدد الأطفال غير الشرعيين فى المجتمع .

5ـ أباحة وسيلة إضافية من وسائل منع الحمل والتخطيط الأسرى .


ولكن حتى الآن مازال هناك جماعات تعارض الأجهاض وتعتبره وسيلة لا أخلاقية غير مقبولة وما زالت هناك الكثير من البلدان التى تمنع الأجهاض بقوة القانون أو تبيحه فقط فى حالات الضرورة الطبية.

وبذلك تعددت آراء الجماعات بالنسبة للأجهاض .

أ ـ قسم يحرمه إلا فى الحدود الطبية الضيقة .

ب ـ قسم يوسع الأباحة الطبية لتكون أشمل وأعم .

جـ ـ قسم يبيح الأجهاض على أسس اجتماعية وأقتصادية .


المجهضات الكيميائية:

تتم باستعمال مركبات البروستاجلاندين أو قرائنها المشابهه فى الثلاثة أشهر الأولى من الحمل بغرض الأجهاض ولكن نتائجها مخيبة للآمال وغير مشجعة فى الوقت الحالى . ولكن تستعمل هذه المادة الآن فى المستشفيات كعامل مساعد على الانقباضات الرحمية فى حالات الأنهاء المتأخر للحمل . كما استعملت العقارات المضادة للسرطان كقاتلة للجنين والمشيمة فى أشهر الحمل الأولى .


التشخيص قبل الولاده واجهاض الأجنة.
نجح علماء الطب ـ فى السنوات ـ تشخيص أمراض معينة من أمراض الطفولة الخطرة، قبل أن يولد الطفل المصاب . ويتم هذا عن طريق ادخال ابرة فى الرحم الحامل ، وأخذ عينة من السائل " السلى " المحيط بالطفل . وهذا الأسلوب الفنى يسمى amniocentesis. ويحتوى السائل على خلايا عائمة من خلايا الجنين . أما تشخيص الأمراض المعينة ، فيتم إما بالفحص المباشر للسائل ، أو بتربية تلك الخلايا لعدة أسابيع فى مزرعة من الأنسجة . ويلى ذلك إجراء الدراسات المناسبة ، أما على كروموسومات الخلايا ، أو على المواد الكيميائية المتراكمة فى الخلايا .


ولكن عندما يتم اكتشاف مثل هذه الأمراض ، ماذا يستطيع الطبيب أن يفعل؟ لسوء الحظ ـ وباستثناء حالة واحدة ـ لايزال ادخال علاج داخل الرحم أمرا غير ممكن . ولكن اذا ما اكتشف المرض فى وقت مبكر من الحمل ـ وعندما يوافق ذلك تمنيات واعتقادات الوالدين ، والقوانين المحلية ـ يمكن اجراء عملية اجهاض علاجى . وبذا نوفر على الأم عبء رعاية طفل يعانى من مشكلة بالغة الخطورة . ولما كانت احتمالات عبء انجاب أطفال طبيعيين هى الغالبة ـ فى هذه الحالات ـ فيمكن أن تختار الأم أن تستبدل الطفل غير الطبيعى بآخر طبيعيا فى حمل لاحق.


وكما هو واضح ، فإن تلك التطورات العلمية تثير كثيرا من المشكلات الأدبية والعلمية معا . غير أن المسائل الخلقية والأدبية المثارة ـ بواسطة استحداث التشخيص قبل الولادة ـ ليست بمسائل جديدة بالضرورة . بل الأحرى أنها مسائل قديمة زادت من شدتها الإكتشافات الحديثة. وكما أن هذه المسائل القديمة لم تستسلم بسهولة، فكذلك ستكون المسائل الجديدة.


هذا العرض للمسائل ، سيوجه ـ بصفة أساسية ـ إلى وضع صيغة لها ، وليس إلى محاولة إيجاد حلول لها . ومن جهة أخرى ، فإن المناقش يبين موقفة عادة من الاسلوب الذى يختاره لانتقاء مادته وتنظيم تقديراته .وفى هذا الخصوص يثار التساؤلات التالية :

(1) من الذى سيقرر المسائل الاخلاقية الأدبية التى يثيرها التشخيص قبل الولادة ؟

عندما نشرع فى المناقشة ، سيكون أول الأسئلة هو ما اذا كان العلماء هم الفريق الصحيح لاتخاذ هذه القرارات . ان فئات المجتمع الاخرى لتبدى عدم رغبتها فى السماح للعلماء باتخاذ القرارات الخلقية والأدبية للمجتمع بمفردهم. وفى هذه الحاله بالذات ، يتضح تماما أنه ليس من حق عالم الوراثة أو الطبيب وحدة تقرير المسائل التى يثيرها التشخيص قبل الولادة . ويتضح الاعتراف العام بهذا الواقع من اهتمام ممثلى الدين و القانون والحكومة بهذا الموضوع بل ان الاعتراف الضمنى بمواجهة مسألة اجتماعية لا بالضبط كيفية مواجهة المجتمع لهذه المسألة . وهذا ما يضفى مزيد من الغموض بخصوص كيفية توصل المجتمع الى موافقة الأدبية والأخلاقية .


وأوضح مسألة أخلاقية متعلقة بالتشخيص قبل الولادة ، تتناول اجراء الاجهاض ، لأن الجنين " غير طبيعى"على نحو ما . وهنا يتطور الرأى العام بسرعة مذهلة . فمنذ بضع سنوات، تحركت عدة ولايات لتبديل قوانينها القديمة الخاصة بالاجهاض ، واحلال "قسم الاجهاض" بقانون العقوبات النموذجى ـ الذى سنة معهد القانون الامريكى ـ محلها . وكان هذا بمثابة تقدم حقيقى فى وقته .فان هذا القسم من قانون العقوبات النموذجى يقرر أسسا للاجهاض القانونى، هى الحمل الناتج عن اغتصاب ، أو غشيان المحارم ، أو حيث يوجد خطر حقيقى من عيب أو نقص خطير . ولكن ثلاث ولايات هى (هاواى ، وألاسكا ، ونيويورك ) أقرت ـ قوانين تجعل قرار الاجهاض مجرد موضوع يخص المرأة وطبيبها . وتنظر عدة ولايات أخرى فى اتخاذ اجراءات مماثلة .


ومنذ عدة سنوات ، اقترحت ـ اثناء مناقشة تنقيح قوانين الإجهاض لاقرار " الخطر المادى الجوهرى " المحتمل بصدد " العيب الخطير "ـ كمبرر قانونى للاجهاض ـ أن الأمر يتطلب بضع سنوات من الممارسة الطبية لتحديد معنى كلمتى " جوهرى" و" خطير " ، وأن الطبيب سيتعرض لمقدار من المضايقة القانونية فى هذا الموضوع ، من جراء لوائح التفويض ولوائح الاسقاط . ان التشخيص السابق للولادة سيمكننا ـ فى الحالات التى يتزايد فيها احتمال انجاب طفل معيب ـ من تحويل الاشتباه الى التأكيد بوجود " عيب خطير " . . أى أن الطبيب يمكن أن يتأكد مما اذا كان الجنين طفلا معيبا أم طبيعيا . ولكن وصف " العيب الخطير " يبقى معلقا . وحتى فى الولايات التى يمكن فيها اجراء عملية الاجهاض بناء على رغبة الأم .و كثيرا ما تطلب المرأة ـ فى الحالات التى يكون السبب فيها عيب خلقى ـ ارشاد الطبيب المتخصص فى الوراثة ، وكذلك الجهات الدينية . فكل أم تريد طفلا أقرب ما يكون الى الكمال، ولكن كلا منا غير طبيعى فى شىء ما ، والطريقة التى يعرض الطبيب بها الوضع تؤثر بالتأكيد على القرار . ومن الغباء الادعاء بأن الوالدين ـ المتأثرين عاطفيا والعديمى الخبرة طبيا ـ يستطيعان اتخاذ القرار من تلقاء نفسيهما .


ومن الملاحظ أن الجمعية الأمريكية لعلم الوراثة الانسانية يوجد بها لجنة للمسائل الاجتماعية . أما الكلية الأمريكية للتوليد و امراض النساء ، فليس بها لجنة كهذه ولعل تكوين لجنة مشتركة من هاتين الجمعيتين ـ مطعمة بالعدد المناسب من ممثلى الكنيسة والقانون والحكومة ، وبوسعها أن تجتمع على فترات ـ يؤدى الى اعداد قائمة بعيوب كتلك التى اذا ما سئل طبيب عن جواز اجراء عملية الاجهاض بسببها يستطيع أن يجيب بنعم . ولن يكون لهذه اللجنة ـ بالطبع ـ وضع قانونى، ولكنها لن تفشل فى القيام بدور هام فى تحديد الاجراءات المقبولة . وأهم ما يسترعى الانتباه حاليا ، هو الحالات التى يرى معظم الناس ـ بوضوح أنها تستوجب الاجهاض . ولكن ثمة شك فمع مرور الوقت ـ سنجد أنفسنا نقوم بتشخيصات عريضة ، عندما يفتقر القرار الى الوضوح الكامل . ومن أوضح عيوب هذه اللجنة ، أن القائمة التى ستعدها سوف تعتبر تشخيصية وليست مجيزة ، وأنها ستتخلف عن ركب التقدم العلمى . غير أنه سيكون هناك على الأقل مجموعة واحدة ، تستند الى مناقشة متوازنة ، ولها برنامج لكل حالة اكلينيكية يمكن أن تصبح أساسا لعملية الإجهاض العلاجى .


(2)متى يعتبر الاجهاض قتلا للجنين؟

المسألة الأخلاقية الرئيسة فى تطبيق الاحتمالات التشخيصية ـ التى تنبع من عملية أخذ عينة من السائل المحيط بالجنين وزرع الخلايا ـ هى ، ببساطة : فى أية مرحلة من الحمل يصبح الجنين انسانا ، بحيث يثير وضع حد لحياته نفس المشكلة الأخلاقية التى يثيرها وضع حد لحياة أى انسان آخر ؟


إن كثيرمن الناس يستخدمون موانع حمل تتمثل فى حبوب تؤدى الى منع البويضة الملقحة من الالتصاق بجدار الرحم . وقليلون يمتنعون عن انهاء الحمل خلال الأسابيع الست الأولى ، اذا ما تأكد أن بالطفل تشوها خلقيا شديدا . ولسوء الحظ ـ بالنسبة لراحة بالنا ـ لا يأتى كثير من حالات الحمل ـ التى قد يثار حولها موضوع الإجهاض ـ . وقد تحتاج الدراسات الإكلينيكية الى ثلاثة أو أربعة أسابيع . ومن السهل أن نجد أنفسنا أمام الشهر الخامس ، مع علمنا بأن الولادة بعد شهر واحد ستنجب طفلا مبتسرا ،و تكرس حضانات خاصة لإنقاذ حياته.


ويمكن النظر الى الاجهاض المبكر بناء على التشخيص السابق ـ على أنه مقابل جديد لعملية قتل الاطفال ـ على أساس العيوب الخلقية ـ التى كانت تجرى فى الأزمة السالفة. ويبدو أن الانسان القديم ـ فى كافة أنحاء العالم ـ قد تنبه الى احتياجه لخفض انجابه ،وعندما فشلت امكانياته المحدودة فى تحقيق ذلك ، أخذ يمارس قتل الأطفال ، لاسيما المعوقين منهم . أن الأداء التناسلى الحديث لنوعنا ، الذى يقضى ـ بسبب ارتفاع نسب الانجاب ـ على عدد كبير من الأطفال بموت تعيس، وعلى كثيرين ممن يبقون على قيد الحياة، بالحد الأدنى من نظم التغذية . وبنمو جسمانى وعقلى غير كاملين . هذا الأداء مبنى على احترام لقيمة حياة الانسان يفوق ماكان يظهره اجدادنا القدماء. وفى هذا الضوء، تندمج الاهتمامات ـ التى عبر عنها "لوجون" ـ فى صورة أكبر بكثير تشمل كل مسئولياتنا نحو الجيل التالى، تلك المسئوليات التى بدأنا الآن فقط نتحقق منها .


(3) كيف نعقد الموازنة بين المخاطرة بالأم والجنين ـ من ناحية ـ ومنع المرض ، من جهة أخرى ؟

ان أخذ عينة من السائـل المحيط بالجنين اجراء مأمون نسبيا . ولكن حتى الحقن الروتينية تحيق بها مخاطرات معينة. ولايزال اجراء هذه العملية خلال الشهور الثلاثة الاولى من الحمل أمرا حديثا ، ولاتوجد ـ الى الآن ـ بيانات دقيقة بخصوص مضاعفاتها.والدراسة الرئيسية حتى الآن ، هى التى أجراها نادلر وجربى، اللذان لم يصادفا أية زيادة ملحوظة فى الأخطار المهددة للأم أوالجنين فى 162 عملية من هذا النوع .غير أن بعض المضاعفات بالنسبة للأم أو الجنين ، لابد أن تحدث فى أية مجموعة كبيرة من تلك العمليات ، ان عاجلا أو أجلا ، بما فى ذلك ـ بالنسبة للأم ـ المخاطر المتعلقة بالإجهاض المفتعل ، وتشابة المناعة . . وليس هذا سببا أوتوماتيكيا لهجر هذا الاجراء . ولكنه لايوحى بالحاجة الى موازنة المخاطر بالربح .


(4) كيف نعرف نوعا "جديدا" من عدم التأكد: مشكلة مجموعة أعراض XYY syndrome

ان الحالات التى ينظر فى أمر اجهاضا بعد الفحص السابق للولادة ، هى الحالات الخلقية . وما أن يتم تشخيص المرض فى داخل الرحم ، فان هناك تأكيدا بأن المرض سيظهر على الطفل . ولكن ماذا ينبغى أن يكون قرارنا عندما نكتشف ـ داخل الرحم ـ حالة بها مجرد اشتباه فى نتيجة غير مستحبة ، وبالتالى احتمال لاشك فى أنه يتأثر بمتغيرات كثيرة يصعب فهمها ؟ لعل أفضل مثال هو الذكر YY . فالذكور ـ من هذا النوع ـ اثنان من "كروموسوم "Y " بدلا من واحد . والأدلة الحالية تشير الى أن هؤلاء الاشخاص لديهم ميول عدوانية اجرامية بشكل غير طبيعى ، يؤدى بهم الى المؤسسات الخاصة بهم . والى أن تتم الدراسات اللازمة على نطاق واسع ، فاننا لن نستطيع تحديد مدى القابلية لهذا السلوك . كما أننا لا نعرف حتى الآن كم يبدى من هم خارج المؤسسات منهم سلوكا فى حدود القانون ، ولكنهم يكونون مشكلة اجتماعية واضحة .وفى انتظار الدراسات الضرورية ،ماذا نقول للحامل التى يوجد بها جنين XXY .


ان المشكلة الخلقية تزداد حدة ، لأننا لانعرف ما اذا كان "كروموسوم Y "الزائد هو السبب المباشر لمجموعة الأعراض لدى هؤلاء الأشخاص ، علما بأن علماء الوراثة ـ يميلون الى هذا الاتجاه . وفى تلك الحالات ـ التى تتميز بحال غير عادية مبكرة ـ فقد يرجع سبب العدوان ـ الى حد ما ـ الى الشعور الذى يثيره ذلك بالاحتياج الى القيام بأعمال تتناسب مع حجم الجسم .والقول بأن المجرمين من الذكور يميلون ـ بوجه عام ـ الى أن يكونوا أكبر فى الحجم من الذكور العاديين ، يعطى بعض التأييد لهذا الرأى .لهذا فان اقرار مجموعة أعراضXXY لايثير بطريقة حادة غير عادية ـ موضوع المسؤلية الشخصية وحدها وانما يثير أيضا موضوع مسئولية المجتمع بالنسبة للشخص الذى يكون ـ لأسباب وراثية أو بيئية ـ أكثر قابلية للسلوك المرضى (الباثولوجى) . والآن يمكن للمجتمع ـ بواسطة التشخيص قبل الولادة ـ أن يواجه هذه المشكلة فى بعض الحالات ، حتى قبل ولادة الطفل .


واذا ما أصبح الاجهاض مجرد مسألة بين المرأة وطبيبها ، فإن الحل الاسهل هو اقتراح أن يكون القرار للمرأة بعد أن تتلقى التوجيهات المناسبة . ولكن الطريقة التى يتم بها توجيه المرأة ستكون بلا مراء ذات الاثر الاقوى فى القرار الذى تتخذه . وقلما تختار امرأة أن تستمر فى حمل طفل قيل لها أنه قد يصبح مجرما .


وهنا نعود الى مشكلة تعريف " العيب الخطير" التى نوقشت من قبل ، ولكن فى مجال العيوب النفسية وليس فى مجال عيوب التمثيل الغذائى .


(5) ماذا سيفعل التشخيص قبل الولادة لمعدل التخلص من الجينات الكامنة الضارة؟

يشير علماء الوراثة ـ بوصفهم أكثر أعضاء المجتمع تدريبا على التفكير من خلال مستقبل الاجيال ـ الى ضرورة محاولة التنبؤ بما سيعنيه التشخيص قبل الولادة والإجهاض بالنسبة لاحتياطى " الجينات " فى المستقبل . الكثير من الحالات الموروثة الكامنة ـ والتى يوجة نحوها التشخيص قبل الولادةـ ملائمة لطول البقاء ، ولكن مع نسبة منخفضة جدا من الانجاب . وفى الماضى ، كان الطفل المريض عادة يبقى فى المنزل لفترة من الوقت ، ينعم بالمحبة والرعاية من الوالدين . فبجانب أنه سيساهم فى استكمال العائلة ، فان مثل هذا الطفل ـ كثيرا ما يؤدى الى انجاب أطفال اضافيين (للتعويض).ولنتأمل باختصار كيف يمكن لاستحداث التشخيص قبل الولادة أن يغير من ديناميكية الموقف، باستخدام الخاصية المرتبطة بالجنس كمثال .


ويمكن أخذ مرض الهيموفيليا hemophilia كمثال للخاصية المرتبطة بالجنس. فاذا سلمنا بعدم الانجاب لدى مرض الهيموفيليا الشديدة ـ وهذا حقيقى بالتأكيد ، حتى وقت قريب ـ اذن فقد كان يضيع فى الماضى من كل جيل ثلث الجينات الموجودة للهيموفيليا ، واستمرت نسبة الجينات فى الجيل الجديد عن طريق التحول الفجائى . فلنفترض الآن أن كل زوجين ـ فى المستقبل سينجبان طفلين فقط ، أحدهما ذكر والآخر أنثى ، وأن كليهما سيعيشان وينجبان ، فبدون التشخيص قبل الولادة ، سيكون لكل أم حاملة لمرض الهيموفيليا 50 % احتمال حدوث المرض فى أحد أبنائها ولن تنتقل جيناته الى الجيل التالى . ومن الجهة الأخرى ، هناك 50 % احتمال بأن تكون أية ابنة حاملة للهيموفيليا ، وبذا ستنتقل الأم لكل ابنة نصف جينات الهيموفيليا فى المعدل .


لنفترض كذلك أنه فى الأمكان اكتشاف جميع الأمهات الحاملات للهيموفيليا ، وأنه يمكن عن طريق فحص عينات من السائل المحيط بالجنين معرفة نوع الجنين (ذكرا أم أنثى )، وأن هذه الأمهات الحاملات للمرض سيختزن اجهاض جميع الذكور من أجنتهن لوجود احتمال 50 % لاصابتهم بالهيموفيليا . اذن سيكون لكل من هؤلاء الامهات ابنتان ، وفى المعدل ستنقل 0,1 % من جينات الهيموفيليا للأجيال القادمة عن طريق بناتهن . الآن ، لم تعد الجينات قابلة للانتخاب السلبى فى ثلاثة أجيال وستؤدى الممارسات الجديدة ـ فى ثلاثة أجيال بالاضافة الى نسبة التحول الفجائى المستمر ، الى مضاعفة تكرار الجينات . وهذا واحد من أكثر الأمثلة تطرفا التى يمكن ، وفى أغلب حالات الوراثة الأخرى ، سيكون نقل الجينات أقل وضوحا .


إن هذا المثال متطرف . فمثلا ، لن يمكن تحديد جميع حاملى المرض مقدما، ولكن إذا بدأ يظل قائما اذا ما تسنى اكتشاف الوالدين الحاملين للمرض بانجابهما لطفل مريض واحد فقط. والمثال يتوقف أيضا على التعويض التوالدى ـ أى الاستعاضة عن طفل يموت صغيرا بأخر يعيش ـ ولكن بالنظر الى حدوث مثل هذا التعويض ـ حتى فى مزارع الجينات ـ بنسب من التوالد تميل الى الارتفاع ، حيث يمكن اعتبارهذا أفتراض معقول بالنسبة لتلك الظروف . ومهما تكون وجهة النظر ، فان الإجهاض المبنى على التشخيص السابق للولادة ، بالاضافة الى التعويض التوالدى اذ يؤدى الى ابطاء فى التخلص من الجينات غير المرغوب فيها بدرجة لايمكن تقديرها بالضبط حاليا . وليس المقصود بهذا الكلام أن يكون باعثا للذعر ، فان هذه" الجينات " تتزايد ببطىء شديد ـ بسبب خواصها الضارة ـ بخلاف " الجينات " المرتبطة بالجنس .


ولا يختلف الموضوع الخلقى ـ الذى يثار هنا ـ عما يثيره أى اجراء آخر من الاجراءات التى تضعف الاحتياطى الجينى . ومرة أخرى ، يبدو دافعنا الانسانى كأنه يسبب اضطرابا للنظام المعقد الذى يحافظ على التوازن الوراثى بين التحول الفجائى والانتخاب .ولا يوجد بالطبع أى خطر مباشر يهدد باثارتنا لموقف حرج . ومن ناحية أخرى لابد من أن قدرتنا على ايذاء احتياطى الجينات ـ الذى لا نعرف عنه الا القليل ـ هى فى ازدياد مطرد ، كما هى الحال فى كل شىء آخر يتعلق بالعلم . وسوف يتوصل جيل من الأجيال الى العلم والحكمة لتمييز هذا الضرر وابتكار الوسائل لايقافة


(6) ماهى قيمة التشخيص قبل الولادة بالنسبة للسيطرة على المرض ؟

الموضوع الأخير يتصل بما يقولة ـ علماء الوراثة والعلوم المتصلة بها ـ للمجتمعات العلمية وغير العلمية بصدد أهمية التطورات فى هذا الميدان . وليس من شك فى أن القدرات الكامنة فى التشخيص قبل الولادة ، قد جذبت انتباه العامة . ولقد ظهرت مقالات متعددة فى الصحافة العامة ، تتزايد التساؤلات بخصوص تطبيق هذا المجال . ولعل الوقت قد حان لعمل حسبة بسيطة .


ان النوعين الاساسيين اللذين يمكن توجيه التشخيص قبل الولادة اليهما ، هما الأمراض الناتجة عن تشوهات كروموسومية بالغة ، والأمراض الناتجة من الإضطرابات الخطيرة فى عمليات الجسم الكيميائية الموروثة الكامنة . وبالنسبة للأولى ، فان أكثر مثال نعرفه منها يعرف بمجموعة أعراض "داون " Downs syndrome وهذا المرض يتميز بضعف عقلى شديد . وهذا راجع الى وجود كروموسومى اضافى . ويكثر حدوثة بين أطفال المولودين من نساء فوق سن الأربعين . ففى هذا السن ـ لدى الأم ـ يعانى واحد من كل سبعين من المواليد الأحياء من هذا المرض . وينصح الكثير من أطباء أمراض النساء وعلماء الوراثة باجراء فحص عينة من السائل المحيط بالجنين ، ودراسة خلايا الجنين فى مرحلة مبكرة من حمل كل أم فوق سن الأربعين . وعندما يكتشف طفل بهذا المرض فان الاجهاض يكون ممكنا . والتخفيض فى نسبة حدوث هذا المرض تصل الى نسبة30 % ـ اذا ما فضلت كل أم حامل بطفل مصاب به أن تجهضه


أما بالنسبة للأمراض الموروثة الكامنة ، فى الحالات التى لا يعرف فيها ما اذا كان الوالدان حاملين للجين الذى يؤدى لمولد طفل مريض ، فقد تمت احصاءات تشير الى أنه اذا ما وجه كل حمل فى المستقبل ـ لهؤلاء الوالدين ـ باجهاض الأطفال المصابين ، فستقل نسبة حدوث المرض بحوالى 12% وهذا انخفاض ملحوظ ـ بالطبع ـ ومع ذلك فسيظل العبء الرئيسى لهذا المرض كائنا معنا . اذا ما تعرفنا على الوالدين الحاملين للمرض قبل أن ينجبا ، واذا ما تمت دراسة كل حالة حمل فى مراحلها المبكرة ، فان احتمال السيطرة على المرض سيكون أكبر بكثير . ومن جهة أخرى ، فان اجراء برنامج فحص شامل للجميع لتحديد حاملى المرض سوف يصبح باهظ التكلفة ، وسيثير مساءلات معينة بالنسبة لموضوع " اقتحام الحياة الخاصة " اذن فمع ما لهذه التطورات من قدرات على اجراء تقدم هام فى مجال خفض نسبة حدوث أمراض معينة ـ كما ترى الأغلبية ـ فانها لاتعنى أن هذه الأمراض سوف تستأصل .


من الواضح أن الاحتمالات الكامنة فى التشخيص قبل الولادة تثير العديد من المشاكل ، التى لم نتعرض الا لبعض منها ، فمن الصعب فى هذه المشاكل ما هو جديد حقا . انها بالأحرى صورة وامتداد للمسائل التى ظل العلم الجديد والأساليب الفنية يثيرانها فترة بتزايد مطرد . ومن البوادر المشجعة على ادراكنا المتزايد لهذه المسائل ، أنه مع تطور التشخيص قبل الولادة تبين لنا الاحتياج الى وضع المشاكل الأدبية والخلقية المترتبة عليه فى اعتبارنا فى هذه المرحلة المبكرة.


النواحى القانونية لمنع الحمل

تأخذ القوانين المتبعة فى كثير من من بلدان العالم اتجاها من ثلاث : -

1- القيم الاجتماعية السائدة فى الأجيال السابقة .

2- اتجاهات المجموعة الحاكمة فى البلد .

3- اتجاهات تتماشى مع الاحتياجات الحقيقية للمجتمع .


وبالنسبة لوسائل منع الحمل فهذه الاتجاهات تنسحب عليها أيضا ، ولذا نجد ان الوسائل المتبعة ونظرة المجتمع تجاهها تختلف من دولة الى أخرى ، فالولايات المتحدة وأوربا الغربية تأخذ الاتجاه الأول ، أما الدول الاشتراكية فى أوربا وآسيا فتأخذ الاتجاه الثانى ، وبعض الدول النامية ( كالهند واليابان ) فتاخذ الاتجاه الثالث ، وعلى الطبيب الذى يمارس منع الحمل فى بلد ما ان يتاكد من القوانين المتبعة فى هذا البلد وان يحتفظ لنفسه بسجلات واضحة مفصلة وخاصة لعمليات التعقيم والاجهاض الطبى التى أجراها .

ما الطريقة المثلى لمنع الحمل


1 ـ اختبار النوع المناسب يعتمد على الزوجين نفسيهما فى المقام الأول .
2 ـ الغلاف الذكرى + مضاد الحيوانات المنوية يعتبر الوسيلة المناسبة فى أشهر الزواج الأولى لكثير من الأزواج .

3 ـ اذا توفرت القدرة المالية فتكون أقراص منع الحمل المزدوجة هى الوسيلة المناسبة فى حالة موافقتها للصحة العامة للمرأة .

4 ـ فى سن 35 وما فوق يوصى بعمليات التعقيم لتجنب المرأة مخاطر الأستعمال الطويل المستمر لهرمونات وهى فى هذه السن المتأخرة وخاصة اذا كانت قد أنجبت ما تشاء من أطفال.

5 ـ وبالنسبة للزوجات اللاهيات ( لا يتحملن المسئولية ) والجاهلات واللاتى لا يهمهن أن تكون وسيلة المنع مضمونة مائة فى المائة ، فيمكهن استعمال اللولب الرحمى كذلك أنواع هرمون البروجستوجين ممتدة المفعولDepot كوسيلة فعالة على المدى القصير .

6 ـ أما بالنسبة للنساء الذكيات المتعلمات اللائى لا يتحملن أقراص منع الحمل ولا يردن اللولب الرحمى فيمكنهن استعمال الحاجز المهبلى + مضاد الحيوانات المنوية حيث أن فعاليته عالية وليس له أى أعراض جانبية شريطة أن تحسن تركيبه واستعماله .

7ـ أما باقى الطرق الأخرى فهى أما غير فعالة إلى حد كبير ، أو تحدد أو تؤثر فى عملية الجماع التى هى أساس السعادة والأستقرار الزوجى .


وقد تتولد بعض الحساسية ـ فى أى من الشريكين ـ من بعض الوسائل المطاطية أو الكيميائية ـ وتشمل فى النساء على التهابات مهبلية كيميائية ، والتهابات قناة مجرى البول، والتهابات المثانة التى قد تكون من الشدة لتسبب البول المدمم Haematuria وارتفاع درجة الحرارة والأعراض الأكلينيكية العامة Systemic وفى حالة حدوث هذه الأعراض فتغير وتبدل الأنواع المستعملة حتى يمكن الإهتداء إلى نوع معين لا يسبب هذه الحساسية . أو تغير الوسيلة كلية إلى وسيلة أخرى غير موضعية اذا كان ذلك ممكنا .

وسائل منع الحمل الحديثة

أ- أقراص جديدة : قيد الاستعمال الآن الاقراص التى تحتوى على هرمون البرجستوجين منفردا بدون الايستروجين لتجنب الآثار الجانبية الضارة التى يسببها الأخير وأهمها أثره على تجلط الدم والانسدادات الشريانيه Minipil والهرمون الفعال فى هذه الامراض من مشتقات البروجستوجين مثل هرمون الميجسترول 1/2 مجم نورجستريل ( 05,. مجم ) أو نورايثيسترون ( 35,. - 05,. مجم ) وتؤخذ حبة واحدة يوميا باستمرار طيلة الدورة الشهرية وأثرها اساسا على الافراز المخاطى لعنق الرحم فيجعله لزجا لدرجة لا تسمح للحيوانات المنوية باختراقه .كما تؤثر كذلك على الغشاء المخاطى الداخلى للرحم فلا يتأثر ولا يستجيب للبويضة الملقحة وليس لها تأثير على عملية التبويض . وقد ينتج عن استعمالها حالات من الحمل خارج الرحم ولكن هذا نادر الحدوث .


ان النزيف المهبلى المتقطع اثناء الاستعمال شائع الحدوث ( حوالى30% من الحالات ) Break through bleeding وقد يصاحبه حالات من الطمث الشديد Menorrhagia هذا بالاضافة الى الاعراض الجانبية الخاصة بهرمون البرجستوجين سالفة الذكر . ونسبة الحمل مرتفعة من هذا النوع وتبلغ 4 - 12 / 100 .


ب- الهرمونات ممتدة المفعول Hormone Depots : لكى يتجنب الحاجة لتعاطى قرص كل يوم بدىء فى استعمال أقراص ذات مفعول يمتد على مدى شهر باحتوائها على الهرمونات الممتدة المفعول . كهرمون كونيسترول 2 مجم ، وهرمون كوينجسترول 5 مجم ولكن أوقف استعمال هذا النوع واستبدلت بأقراص تحتوى على هرمون البروجستوجين ممتد المفعول منفردا وهى تستعمل فى الاماكن المتخلفة فى العالم ويعطى بواسطة الحقن العضلى وتحتوى على جرعات كبيرة 150 - 200 مجم من عدة مركبات من هذا الهرمون ( طويلة الأثر ) . هذه المركبات تسيطر على الحمل ولكن قد تسبب بعض النزيف المهبلى اثناء الاستعمال كما يذهب تماما بالدورة الشهرية وقد تسبب وقفا تاما للعادة الشهرية Amenorrhoea اذا استعملت برغم ظهور هذه الأعراض ، وأحسن وقت لاستعمالها هو لحماية المرأة فى الثلاثة أشهر التى تعقب الولادة حيث لا يهم النزيف المهبلى وحتى تتمكن المرأة من استعمال وسيلة أخرى كاللولب مثلا ولتخفيف اثر الاقراص العادية على الرضاعه .


ج- مضادات الهرمونات Antihormones : الأبحاث مستمرة ولم تتوقف منذ سنوات عديدة لاكتشاف عقار - غير الهرمونات - يمنع عملية التبويض من المبيض ، وقد عثر حتىالآن على مضادات هرمونات الغدة النخامية LH - RH وما زالت تجرى التجارب حتى الآن على حيوانات المعامل فى هذا الحقل .


د- المناعة الطبيعية واستغلالها Immunological Methods: أمكن تدمير خلايا الخصية فى الحيوانات بواسطة حقن مركبات خلاصة الخصية وبالتالى تدمير الحيوانات المنوية .


 بعض الأبحاث الحديثة لتطوير وسائل منع الحمل
ان نسبة الاجهاض المتعمد العالية ، بالاضافة الى الاعداد الكبيرة من الحمل السهو والاطفال غير المرغوب فيهم الذين يقذف بهم الى مجتمع معاد لهم كل عام بالملايين اثبتت ان الحاجة مازالت ملحة الى وسيلة متكاملة حديثة لمنع الحمل بالرغم من وجود الاقراص واللولب والطرق الاخرى ، وهذه الحاجة الى تطوير الابحاث وجهت انظار الباحثين الى فهم اعمق واكبر للعمليات الحيوية المعقدة المتصلة بوظيفة الانجاب والتكاثرالانسانى .

أولا: طرق خاصة بالرجال
• طريقة الهرمون المزدوج المضادة للحيوانات المنوية - ( بمنع تكونها ):وهى تعطى بالفم أو بالحقن أو بزرع كبسولات Implants تحت الجلد. وتعتمد هذه الطريقة على زرع هرمون الذكورة Androgen بواسطة كبسولات تحت الجلد يستمر تأثيرها على الجسم لمدة عام أو أكثر وهذا يساعد بواسطة حقن هرمون البروجستوجين اسبوعيا فى نفس الوقت .
• طريقة الهرمون الذى يحقن ثلاث مرات فى السنة : وقد جرب فى هذه الطريقة على الأقل ثلاثة أنواع من هرمون الذكورة ومشاكل هذه الطريقة التى يجب التغلب عليها هى أنها تسبب ضعف الرغبة الجنسية أو فقدها أو تضخم الثدى فى الرجل Gynaecomastia عند استعمال هرمون البرجستيرون كذلك الخوف من المخاطر التى قد تعرض الجهاز القلبى الدورى للمضاعفات . وبرغم هذه المشكلات فقد ثبت انه بالامكان منع تكون الحيوانات المنوية مؤقتا Azospermia بواسطة التحكم فى افراز الغدة النخامية ( نفس الفكرة المتبعة فى اقراص منع الحمل للنساء ) .
• طريقة مضاد هرمون الذكورة Antiandrogen بالفم أو بزرع كبسولات تحت الجلد ( أو فى الخصية نفسها): وهذه المركبات تمنع نضج الحيوانات المنوية فى مجمع المنى فى الخصية Epididymes فلا تتحرك بطريقة طبيعية وتسبب بذلك العقم المؤقت من غير فقد للقدرة الجنسية . وتجرى الابحاث الآن على متطوعين يتعاطون هذه المواد بالفم يوميا .


ثانيا: طرق خاصة بالنساء :
• حقن هرمون البروجستين ممتد المفعول ( سبق الاشارة اليه ) .
• زرع كبسولات هرمون بروجستين تحت الجلد ( سبق الاشارة اليه ). من مدة تتراوح بين 9 أشهر الى سنة .
• حلقة مهبلية تحتوى على هرمون البرجستين - وهذه الطريقة تعتمد على امكانية امتصاص هذا الهرمون بواسطة الغشاء المبطن للمهبل .
• الأعتماد على أمكانية امتصاص هرمونات منع الحمل عن طريق الجلد وتوضع هذه الهرمونات فى مركبات تلبس على هيئة سوار علىالمعصم، ومشاكلها هو تصميم مركب يمتص بطريق منتظمة عن طريق الجلد .
• لوالب رحمية أو عناق رحمية حديثة،فقدأجريت الأبحاث حتى الآن على سبعة أنواع من اللولب الرحمية ونوع واحد من اللوالب العنق رحمية Cervical، ومعظمها يعتمد على أدخال بعض المركبات المضادة للحيوانات المنوية فى تركيب اللولب (كالنحاس ، وهرمون البروجستوجين ، أو مركب غير هرمونى ) واللوالب النحاسية ادخلت فعلا الآن ، أما الأخرى فما زالت قيد التجربة والبحث وخاصة التى تحتوى على هرمون البروجستيرون الذى تفرزه بانتظام ، وبكميات محسوبة لمدة عام كامل ـ ويبحث الآن فى زرع أجسام غريبة تحتوى على مركبات مضادة للحيوانات المنوية وغير هرمونية .
• القرص أو اللبوس المهبلى الشهرى الذى يسبب نزول الحيض،وقداختبرت حتى الآن قلة من المركبات التى تعتبر مضادات للجسم الأصفر Corpus Luteum الموجود فى المبيض واللازم لعملية غرز البويضة فى الرحم واستمرارها اذا حدث وجرى تلقيحها بعد عملية التبويض ، وهذه المركبات بعد أن توقف النشاط الهرمونى للجسم الأصفر ( الذى يفرز هرمون البروجستيرون) تؤدى إلى نزول دم الحيض لفقدان الدعم الذى يقوم به هذا الهرمون للبويضة الملقحة . ومن هذه المركبات مادة البروستاجلاندين Prostaglandin. التى يمكن أن تمتص من خلال جدران المهبل أو الشرج والذى يمكنه وقف نشاط الجسم الأصفر.كما جرب هرمون البروجستوجين الصناعى فى منتصف العادة الشهرية أو فى الأسبوع الأخير منها لوقف افراز هرمون البروجستيرون الطبيعى . والأبحاث موجهة الأن نحو تطوير هذه الفكرة الجديدة التى تبشر بالنجاح والتى تحل مشاكل التعرض للمخاطر باستعمال هرمونات منع الحمل باستمرار .
• الحبة الشهرية أو الحقنة أو اللبوس الشهرى اللتان توقفا عملية التبويض Ovulationوتنظما الدورة الشهرية ويحدد موعد التبويض بالضبط . أما الحبة الأسبوعية فتوقف نمو الغشاء المبطن للرحم ولكن وجد أن نسبة الحمل مرتفعة كما يصاحبها اضطرابات نزفية .
• تجرى الأبحاث لأستنباط مركبات مقارنة لها Analogue لها القدرة على اتمام عملية التبويض بدون بويضة Anovulatory كطرق مناسبة لمنع الحمل . وتختبر الآن طرق لإغلاق فتحات قناة فالوب عن طريق الرحم بواسطة الكى الكهربائى (باستعمال منظار الرحم ) أو حقن سوائل كيميائية قوية المفعول تغلق هذه الفتحات ، واذا نجحت هذه الطرق فسوف تحل مشكلة شغل الأسرة فى المستشفيات لغرض التعقيم بالطرق التقليدية.
• تجرى أبحاث لااحداث مناعة فى جسم المرأة بتنبيه أجسام مضادة Antibodieلهرمون الغشاء الخارجى للمشيمة ‎( RGG ( Chorionic Gonadorrophia) واللازم فى أسابيع الحمل الأولى لبقاء الجنين واستمراره . وبذلك يساعد على نزول دم الحيض فى موعده حتى ولو حدث ولقحت البويضة فى هذه الدورة ، ولكن لهذه الطريقة أيضا مشاكلها ومصاعبها.


من كل هذا نستنتج أن هناك عدة طرق مستحدثة تحت الاختبار لمنع الحمل منها ما تختص بالرجال وأخرى تختص بالنساء ، وهذه الطرق تمثل الأمل فى استنباط وسيلة جديدة لمنع الحمل فى المستقبل القريب تكون أكثر فعالية وأكثر أمانا من سابقاتها.