الاثنين، 30 نوفمبر 2009

مراحل تطور استخدام أساليب منع الحمل والتعقيم والإجهاض

لقد إستخدم الرومان قديما بعض الأساليب البدائية التى تهدف إلى تعقيم ( معالجة الزوجين أو احدهما معالجة تمنع الإنجاب نهائياوتقطع الأمل فى وقوعه وذلك بإجراء بعض العمليات أو بالطرق العلمية التى تحقق هذا الغرض ) الرجال وذلك عن طريق جلوس الرجل فى ماء دافئ عند 45 م تقريبا ولمدة ساعة كل يوم ، وبتكرار هذا السلوك يحدث العقم فى اليوم الرابع نتيجة لتلف الخلايا المولدة للمنى مما يؤدى إلى إنخفاض فى انتاجها للحيوانات المنوية ومن ثم تنخفض القدرة على الإخصاب الى أن تنعدم تماما.
كمانجح الصينيون فى استخلاص مادة الجوسيبول Gosspol المانعة للحمل من زيت بذرة القطن وذلك بعصر البذور على البارد ، حيث لاحظوا أن هذه المادة تثبط الأنزيمات المنشطة لحركة الحيوانات المنوية أذا ما تناول الرجل منها 20 مجم يوميا عن طريق الفم مما يترتب عليه حدوث عقم مؤقت لدى من يتعاطاها وذلك نتيجة لتوقف حيواناته المنوية عن الحركة ، كما لوحظ أيضا ان الرجل يستعيد خصوبته بعد توقفه عن تناول هذه المادة .إلا أن مادة الجوسيبول لم تعمم بعد وذلك للتقارب الشديد بين كمية الجرعات الفعالة المعقمة وكمية الجرعات السامة . وقد يلجأ البعض إلى احداث عمليات اجهاض الأجانب .
واستخلص علماء البيولوجيا مادة الديوسجنين الإستيرويدية من نبات الديوسكوريا Dioscores وتعد هذه المادة من أفضل المواد النباتية المستخدمة فى تصنيع أقراص منع الحمل .حيث يلاحظ أن 77% من أقراص منع الحمل من أصل نباتى ، 13% منها مصنع كيميائيا و 10% منها من الكوليسترول واحماض المرارة . ولجأت السيدات الصينيات إلى أكل براعم نبات الأناناس وذلك لتثبيط قدرتهن الإنجابية .وقد تمكنوا حديثا من إنتاج لقاح جديد لمنع الحمل ، وذلك بحقن السيدات بجزء من هرمون المشيمة المعروف باسم الجونادوتروفين ، مما يؤدى إلى تكوين الجسم لأجسام مضادة تقوم بمهاجمة البويضة المخصبة وتدميرها . كما تؤثر تلك الأجسام المضادة على المبيض وتثبط إفرازه لهرمون البروجسترون . وقد اثبتت التجارب أن هذا اللقاح كاف لمنع الحمل مدة عام تقريبا .
أولا: منع الحمل
يمنع الحمل بوسائل أخرى غير الأمتناع عن الجماع ويتبعه تحديد النسل أو التخطيط الأسرى، ويمارس منع الحمل حوالى 80% من الأزواج فى بريطانيا وأوروبا الغربية والولايات المتحدة وهى نسبة فى ازدياد . وقد اكتسب منع الحمل بالنسبة للزيادة المضطردة فى عدد سكان العالم أهمية اجتماعية عظمى فى الوقت الحالى وضرورة صحية ملحة.. ويهدف منع الحمل إلى فصل النتائج عن المقدمات ، أى إلى اشباع الغرائز الطبيعية بدون الخوف من انجاب أطفال .ومع ذلك فان منع الحمل ينتقده البعض للأسباب الاتيه :-
1ـ يشجع على البغاء ـ ومنع الحمل بالتأكيد يحمل هذه المخاطرة ، ولكن إذا كان الهدف الوحيد منه هو التشجيع على الإنحراف وتسهيل الفجور ففى هذه الحالة يجب على المجتمع ادانته فورا والعدول عنه . ومع ذلك فان البعض قد يعتبره أهون الضررين فى مجتمع متسيب يبيح اختلاط الجنس قبل الزواج بدلا من أطفال السفاح.
2ـ وسيلة غير طبيعية ـ فى الظروف الطبيعية توازن نسبة الحمل العالية بنسبة عالية مماثلة فى معدل وفيات الأطفال والأمهات مع عوامل مساعدة من قصر معدل الأعمار الناتج عن المرض .ولكن عندما تؤثر عوامل أخرى على هذه الظروف الطبيعية بإزالة أسباب المرض والوفاة بممارسة الطب والعلاج ، فإن نسبة المواليد ـ التى لا تحدها عوامل ولا مؤثرات ـ سوف تحطم هذا التوازن وتهدد هذا المجتمع بالازدحام والاكتظاظ السكانى الزائد عن الحد المعقول الذى يسبب هبوطا فى المستوى المعيشى للأفراد والمجاعة فى بعض الأحيان . والبديل الوحيد لمنع الحمل والتحكم فيه هو تحريم الجماع بين الأزواج ، وهذه ضد الطبيعة وأكثر صعوبة من الأولى وتسبب ضغوطا تهدد الزواج نفسه بالإنهيار أو سلامة الصحة العقلية للزوجين .
وقد مورس منع الحمل بوسائل متعددة خلال عصور التاريخ ولكن كان يعارض ويمنع بالقانون أو العادات المتبعة الموروثة ، ودائما كان ذلك لأسباب اقتصادية أو سياسية كالرغبة فى احكام سيطرة الجماعة أو الأمة على غيرها من الجماعات أو الأمم مغلفة بغلاف من الأخلاقيات لاخفاء الغرض الحقيقى منه وما زال حتى يومنا هذا ـ بالرغم من اباحة منع الحمل قانونيا وعرفا ـ يوجد العديد من الأفراد والجماعات الذين تأبى ضمائرهم اباحة منع الحمل وتحديد النسل .
أسباب ودواعى منع الحمل
تتعدد تلك الاسباب فمنها أسباب تتعلق بالمجتمع مثل الحد من النمو السكانى أوتحسين حالة النسل.واخرىتتعلق بالافراد مثل سوء الصحة لاحد الزوجين أو لمرض الزوجة أولتقارب فترات الحمل او لسن الازواج.
1ـ سوء صحة الزوج أو الزوجة : لحماية النسل من حمل جنين ضعيف أو به عيوب خلقية بسبب مرض أحد الزوجين ، هذا بالإضافة إلى الأعباء المادية والنفسية التى سوف توضع على كاهل الأسرة بسبب الحمل فى هذه الظروف غير المناسبة وهذا السبب أيضا ينسحب على الفترة التى تعقب العمليات الجراحية أو المرض.
2ـ مرض الزوجة المزمن :اما بسبب مرض مزمن عام ـ كالسل والالتهاب الكلوى وارتفاع الضغط وأمراض القلب وقصور الرئتين والاختلال العقلى ، واضطرابات الدم ـ وأى مرض يجعل المرأة غير قادرة على تحمل أعباء لحمل والولادة أو تربي طفل آخر ، وتأجيل الحمل فى هذه الظروف يهيىء الظروف المناسبة للشفاء اذا كان ذلك ممكنا .
أو لبعض مضاعفات الولادة ـ تكرر الحمل التسممى ـ تكرر العملية القيصرية ـ عقب العمليات الخاصة بالناصور المثانى المهبلى أو حالات السقوط النسوية.أو بسبب أمراض يمكن أن تنتقل للجنين ـ ومن الأمثلة على ذلك مرض الزهرى وبعض أمراض تكسر الكرات الدموية الحمراء ، كذلك بعض الأمراض الوراثية كالصرع ، والبكم المصحوب بالصمم ومرض الهيموفيليا. كما أن منع الحمل يوصى بممارسته عندما يخشى أن يكون الجنين متخلف عقليا أو جسديا فى حالة وجود طفل أو طفلين لنفس العائلة مصابين بهذه الأمراض.
3ـ توقيت الحمل على فترات متباعدة: يسبب الحمل السريع المتتابع اصابة المرأة بضعف الدم ، اجهاد العضلات والأوتار العضلية ـ الأجهاد العصبى والعيوب الجسدية المختلفة كما لا يعطيها الفرصة الكافية للأشراف على المنزل أو العناية بأطفالها .
4ـ تحديد عدد أفراد العائلة: تزداد الأخطار بالنسبة للأم أو الطفل بعد الحمل الرابع أو الخامس، ومعظم الزوجات من جميع الأجناس يكتفين فى الوقت الحاضر بطفل أو طفلين طالما كن على ثقة من سلامة تنشئتهن حتى سن النضج .
5ـ الزواج المبكر : أن الزواج فى الوقت الحالى يمثل سلسلة من الأعباء والمسئوليات والمشاكل التى تجابه الزوجين الحديثين وخاصة اذا كانا صغيرين فى السن ، والحمل والولادة يمثلان عبئا اضافيا جديدا يضاف الى الأعباء السابقة من تجهيز المنزل وادارته والتكيف فى الحياة الجديدة بالنسبة لزوجة حديثة السن.
6ـ السنوات المتأخرة للزوج: يمنع الحمل بعد سنوات طويلة من الزواج عندما يتكامل عدد العائلة ويستقر الأبوان فى حياتهما، ويجب الأستمرار فى منع الحمل بالنسبة للزوجة فى سن اليأس حتى ينقطع الحيض تماما لمدة سنتين.
مخاطر وعيوب وسائل منع الحمل
1ـ بعض وسائل منع الحمل قد تؤثر على عملية الزواج الذى لم يكن الأختيار فيه موفقا قد يؤدى الىالبرود الجنسي للزوجة أو يصبح الزوج عنينا.
2ـ قد تذهب الفكرة ببهجة الأتصال الجنسى واثارته فى بعض الأحيان (ولو أن العكس صحيح فى حالة وجود عدد كبير من الأطفال فى الأسرة حيث يوفر الشعور بالأمان لكلا الزوجين).
3ـ تأجيل الحمل لمدة طويلة قد يسبب بعض الأمراض النسائية كالأورام الليفية والأورام الطمثية بالاضافة الى أضعاف الخصوبة نوعا ما ، ولكن هذه هى ضريبة التقدم فى العمر وليس منع الحمل.
وعموما ليس لمنع الحمل أى ضرر بالنسبة لزوجين متفاهمين على ممارسته ويستعملان الوسيلة المناسبة ـ أما الادعاء بأن منع الحمل بواسطة المواد الكيماوية الموضعية قد تسبب التهابات وقرحة فى عنق الرحم وصغر حجم الرحم فهذه كلها ادعاءات على غيرأساس علمى.
فسيولوجيا منع الحمل
لكى يتم الحمل الناجح لابد من وجود حيوان منوى سليم وبويضة صحيحة ومسالك تناسلية انثوية سالكة وطبيعية لكى يستطيع الحيوان المنوى أن يصل إلى مكان البويضة فى الثلث الخارجى من قناة فالوب ـ كذلك لابد من أن تكون الظروف مهيأة ومواتية لكى تتمكن البويضة الملقحة من أن تنغرز فى جدار الرحم وتستمر فى البقاء والنمو.هذه العملية تتحكم فيها وتسيطر عليها وتوجهها افرازات الغدد الصماء أو الهرمونات سواء أكان ذلك فى الذكر أم فى الأنثى. ففى النثى يصاحب نضج البويضة وخروجها مجموعة من الاعراض التالية:-
· انخفاض درجة حرارة الجسم قليلا قبل خروج البويضة.
· الاحساس بألم بسيط فى ناحية أحد المبيضين عند خروج البويضة.
· قد يصاحب نزول البويضة نزول قطرات دم.
· ازدياد الافرازات المهبلية وقد تأخذ لونا داكنا.
· الاحساس بزيادة الرغبة الجنسية أثناء مرور البويضة بقناة فالوب.
· ارتفاع درجة حرارة الجسم بعد خروج البويضة الى قناة فالوب.
ويتكون الحيوان المنوى فى خصية الرجل ويمر أثناء عملية التلقيح الى قناة فالوب فى أعماق حوض المرأة مارا بالمهبل فالرحم ولا يكاد ينجح فىاخصاب البويضة سوى حيوان منوى واحد من مائة مليون فى المرة الواحدة لو تصادف وكانت هناك بويضة صالحة وجاهزة للتلقيح خلال ساعات من الجماع الناجح.
وتعد فسيولوجية منع الحمل بمثابة عقبات باستخدام وسائل توضع فى طريق عملية الاخصاب وفى أى مكان يقطع فيه الطريق على الحيوان المنوى لكى لا يصل الى البويضة بطريقة أو بأخرى فهى أما وسائل تتعلق بالرجل أو وسائل تتعلق بالمرأة أو وسائل تتعلق بعملية الجماع ذاتها.وينبغى أن تتوافر فى تلك الوسائل مجموعة من الشروط التالية:
1ـ أن تكون سليمة العواقب مأمونة الأستعمال .
2ـ أن تكون فعالة .
3ـ أن يتقبلها الناس ويستعملونها بطريقة صحيحة .
هذه الأهداف الثلاثة هى التى يهتم بها عندا استخدام أية وسيلة من وسائل منع الحمل. فالغلاف الذكرى والحاجز المهبلى والرغاوى الكيميائية كلها يتوافر فيها الشرط الأول ، فهى مأمونة وسليمة تماما ولا تسبب أية أعراض عامة ولا يحرم استعمالها فى أى حالة طبية معينة. أما فعالية وسائل منع الحمل فهى تعتمد على عاملين هامين هما :-
· الفعالية النظرية وهى درجةالنجاح النظرية للوسيلة.
· الفعالية العملية (أو الاستعمالية) وهى درجة النجاح الفعلية عند الاستعمال.
حيث يوضع الخطأ البشرى فى الإعتبار . ففى حالة ربط بوقا فالوب تتساوى الفعالية النظرية مع الفعالية العملية . وكذلك بالنسبة للولب الرحمى فهما متقاربان . وتتسع الهوة بين الفعاليتين عندما تكون الطريقة المستعملة معقدة أو غير مريحة فى الأستعمال أو تحد من حركة مستعملها أو غير مقبولة من الناحية الخلقية أو التهذيبية عند بعض الهيئات أو الجماعات . و تقبل الناس لطريقة معينة من طرق منع الحمل تختلف بإختلاف الأشخاص فغالبية الأزواج تفضل اتباع طرق لاتتصل أو تتداخل فى عملية الجماع بطريقة مباشرة ، وقد يجد البعض أن الوسائل المهبلية غير مريحة فيلجأ الى أقراص منع الحمل واللوالب الرحمية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يسعدنا تلقي تعليقاتكم واستفساراتكم بشفافية وموضوعية تامتين

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.